Image Not Found

مشهد من مشاهد( شلي ضربة) في مايو عام 1961

د علي محمد سلطان

لم تكن أنواء( گونو) دخلت قواميسنا.  كما لم تكن أنواء ( فليت) هي الأخرى قد جاءت بتسميتها عبر البحار والمحيطات.

كان البحر يموج بالعاصفة فليقي مافيه من بدان الأمب على رمال شطآنه المتلألاة فتتحول الشطآن إلى كدس من السفن الشراعية وقد غاب عنها ربابنها.

ماجت الأمواج وارتفعت عن سطح البحر والناس تشاهد السفن الشراعية وكأنها أوراق الخريف تتهاوى من أعلى الشجرة تحت ظلالها الوارفة من الغاف الممتد بجذوره في أعماق الأرض.

غاب عن الناظر باب سور اللواتية وأغلق منفذه البحري تماما وسُدت فُرجه وكانت منفذا للهواء العليل وهو يتسلل من الثقوب والشروخ التي أحدثها الزمن عبر تاريخ السور الممتد في عمق الزمن والتاريخ.

لم تهدأ العاصفة حتى ألقى البحر بأحماله كلها فوجد الناس السفن بمراسيها والجمل بسم خياطها وهي تغطي الرحب فاتخذ منها الصبية مراتعا للُعب فصعدوا على ظهورها وقد تهشمت نواصيها وتناثرت ألواحها وغاب عنها نواخذها ولم يكن بمقدور أحدهم أن يتعرف على معالمها فتركها لسبيلها.

يتذكر جيل الآباء أن الأخشاب المتناثرة بقيت على الشريط الساحلي قرابة الشهرين وتقطت السبل على المارة وأُغلقت الأسواق وتأثرت البخاخير بالعاصفة وقلٌت المؤن وتوقف الإستيراد إلى أن عادت الأمور إلى طبيعتها، فيما تعاهد التجار في توفير الغذاء والمؤن قد المستطاع ومن دون رفع في الأسعار.

في الصورة
الحاج حسن علي آل عيسى وهو واضع يده على خاصرته وبجانبه جمعة عبدالله أبو فرحة.
نسأل الله لهما المغفرة والرحمة.

30/3/2019