Image Not Found

السلطنة تختتم مشاركتها كضيف خاص في معرض باريس الدولي للكتاب والأوركسترا السلطانية العمانية تعزف مقطوعاتها على مسرح معهد العالم العربي

الوطن: باريس ـ من فيصل بن سعيد العلوي تصوير ـ زهير السيابي و أحمد الفارسي

أسدل الستار مساء أمس على فعاليات مشاركة السلطنة السلطنة كضيف خاص على معرض باريس الدولي للكتاب في دورته الـ ٣٩ والذي اختتم امس بمشاركة كبيرة وحضور جماهيري كبير شهدته اروقة المعرض كما شهد الجناح العماني المشارك حضورا لافتا من زوار المعرض تعرفوا خلالها على مفردات التراث العماني والابداعات العمانية المتنوعة التي احتوتها العناوين العربية والاخرى المترجمة الى الانجليزية والى الفرنسية في الشعر والقصة والدراسات وأدب الطفل والتي تم ترجمتها بالتعاون بين وزارة الإعلام والجمعية العمانية للكتاب والأدباء والنادي الثقافي اضافة الى تلك الاصدارات المتعلقة بالتراث والثراء السياحي في السلطنة.

واطلع الزوار على الصور المتنوعة التي قدمتها الجمعية العمانية للتصوير الضوئي والتي تصور جوانب مهمة من تراث السلطنة وتاريخها وجيولوجية السلطنة في مختلف مناحيها المتنوعة ، كما ابهرت الاوركسترا السلطانية العمانية الحضور في جناح المعرض اضافة الى المواقع الاخرى التي قدمت فيها عروضها الموسيقية الشهيرة ، كما قدمت العازفتان طاهرة جمال وزهرة اللواتية معزوفاتهما المتنوعة والتي لاقت استحسان الزوار من مختلف اطيافهم وتوجهاتهم ، اضافة الى ذلك قدم بيت الزبير برنامجه الحافل من خلال عرض الاصدارات و تقديم العروض الحية للفن التشكيلي والذي قدمته الفنانتان فخراتاج الاسماعيلية وليلى النجار ، كما قدم الخطاط العماني عبدالعزيز المقبالي تجربته في الخط العربي بتفاعل مباشر مع الجمهور بشكل يومي خلال فترة المعرض ، كما عرض بيت الغشام اصداراته العمانية المتنوعة اضافة الى مشاركة جامعة السلطان قابوس في هذا الحدث بركنها الخاص في جناح السلطنة المشارك.

حفل العالم العربي
أقيم مساء امس الأول حفل موسيقي على خشبة مسرح معهد العالم العربي بباريس أحيته الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية بحضور معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام وحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة من الجانبين العماني والفرنسي ،إضافة الى عدد من اصحاب السعادة سفراء الدول الشقيقة ، كما قدمت الى جانب الاوركسترا السيمفونية السلطانية كل من العازفتان طاهرة جمال وزهرة اللواتية مبادرتهما “انغام عمانية تجوب العالم”.
وقد افتتحت الأمسية بمعزوفات لمبادرة “أنغام عمانية تجوب العالم” قدمتها عازفة الكمان طاهرة جمال وعازفة البيانو زهراء اللواتية ، بعد ذلك عزفت فرقة الأوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية مجموعة من المقطوعات الموسيقية بدأتها بمعزوفة رومانسية للمؤلف المايسترو حمدان الشعيلي تلاها السيمفونية 44 للمؤلف جوزيف هابيدن وأداجيو أون سول مينور للمؤلف ألبيفوني ومعزوفة أخرى بعنوان كابريول سويت للمؤلف بيتر ورلك ، واشتمل الحفل على معزوفة أوبليفيون للمؤلف أسرو بيازولا وبافان بور أون فونتي ديفونت للمؤلف رافيل وباسلاي لفينوس وأدونيمي للمؤلف ديسمريت .. كما تم تقديم السيمفونية رقم 29 للمؤلف موزارت وكانون بور كورد للمؤلف بيشل ليختتم الحفل بالسيمفونية رقم 17 للمؤلف موزارت.

كما تضمنت الاحتفالية إقامة الجمعية العمانية للتصوير الضوئي التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم معرضا للصور اشتمل على 20 صورة تحكي عن الطبيعة والتاريخ والحضارة في عُمان والإنسان العُماني والعادات والتقاليد والحياة البرية ومنجزات النهضة المباركة.. كما تم عرض فيلمين وثائقيين تحدثا عن سلطنة عُمان.

محاضرات ثقافية وعلمية
كما اختتمت الفعاليات الثقافية والمحاضرات الأدبية المتخصصة أمس حيث شهد الجناح تقديم محاضرة حول “التحولات في إنتاج الأفلام الوثائقية القصيرة في السلطنة” قدمها المخرج محمد بن سليمان الكندي رئيس الجمعية العمانية للسينما والمسرح قدمت الورقة لمحة عن تاريخ السينما في سلطنة عمان والبدايات الأولى وأهمية تلك الافلام في إبراز المجالات التجارية والسياحية والبيئية والاجتماعية والتنموية، مرورا التحولات الحديثة في انتاج تلك الأفلام وقال “الكندي” : تعتبر سلطنة عمان واحدة من اهم واغنى الاستوديوهات الطبيعية البكر من حيث تنوعها الجيولوجي والبيئي والمناخ المتباين من مكان الى آخر كما أن الانسان العماني لازال محافظا على ثقافته المتنوعة من حيث الملبس والمسكن وطريقة تعامله مع البيئة المحيطة مع كل الحداثة التي من حوله مستغلا المنجزات الحديثة من اجل خدمته دون المساس بتكوين الشخصية العمانية التي تربى عليها من التسامح والتعايش مع الآخر كيفما كان لونه او عرقه او دينه. لذا اصبحت عمان محط انظار السينمائيين العرب والاجانب للتصوير وانتاج افلام وثائقية كانت او روائية طويلة , وتم ذلك عن طريق شركات الانتاج او القنوات التليفزيونية في سلطنة عمان.. وجاء كل هذا من خلال الشغف بالتصوير السينمائي في عمان عن طريق الجمعية العمانية للسينما ، ومن خلال مهرجان مسقط السينمائي الدولي والذي انطلق عام 2001 وهو مستمر الى الان، وعبر ما يقدم من برامج وافلام عن طريق تلفزيون سلطنة عمان والترويج في المعارض المختلفة والمهرجانات الدولية السياحية . وما نحن اليوم عليه من عرض متفرد في معرض باريس الدولي للكتاب وعمان ضيف خاص عليه هو اكبر دليل على ما تقوم به سلطنة عمان من نشر للثقافة والفنون والاداب.

كما أقيمت جلسة بعنوان “سلطنة عمان: حين تلتقي السياحة مع الثقافة” ادارتها فاليري سابورتاس رئيسة قسم السياحة في لوفيغارو، وشارك فيها كل من رانيا خضر مديرة المكتب السياحي العُماني في فرنسا، وروكيو جوليفي المديرة العامة لمكتب الطيران العُماني في باريس، وميشال إيف لابي أحد رواد السياحة في السلطنة، وآن دو فانديير مصورة فوتوغرافية، والرسامة جيرالدين غارسون.

اكتشاف التاريخ
كما أقيمت محاضرة أخرى تحمل عنوان “اكتشاف التاريخ سيرا على طرق عُمان” أدارتها الباحثة أولغا أنريانوفا وشارك فيها الكاتبة ميشيل بارو هيتيي، والمصور ميشال هيتيي، والروائية فابيين هربان.

واختتمت فعاليات البرنامج أمس بمحاضرة حول “الإعلام العماني ودوره التنويري” قدمها الدكتور محمد بن مبارك العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية وادارها الدكتور ماجد نعمة سعت المحاضرة إلى إلقاء الضوء على الدور التنويري والتوعوي للإعلام العُماني الذي يقوم بدور حيوي في النقلة الحضارية التي تشهدها السلطنة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم” “يحفظه الله ويرعاه” في السنوات الممتدة منذ عام 1970م,حتى الآن.سيما وأن التطور الكبير في وسائل الإعلام، والطفرة التي حدثت في وسائل الإعلام الحديثة، زادا في الواقع من أهمية وضرورة الدور التنويري للإعلام.
وقال “العريمي” : إن الإعلام العماني، الذي انطلق على درب التحديث والتطوير منذ سبعينيات القرن الماضي، لم يبدأ في الواقع قبل خمسين عاماً مضت، بل إنه بدأ قبل قرن من الزمان، وتحديداً في العقد الأول من القرن العشرين، في زنجبار إبان عهد السلطان برغش بن سعيد بوصفه أول شخصية اهتمت بنشر الثقافة في زنجبار التي كانت جزءاً مهما من الامبراطورية العمانية التي امتدت إلى مناطق مختلفة في شرق افريقيا . وكانت لها اتصالات مع العديد من أجزاء المنطقة الأخرى..غير أن التطور الكبير النوعي والكمي، في وسائل الإعلام العمانية ، حدث في الواقع بعد تولي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم عام 1970م وذلك على صعيد التعبير عن رؤى وأهداف جلالة السلطان المعظم في النهوض بعمان، وفي بناء دولة عصرية في عُمان، وتجاوز الأوضاع التي كانت قائمة في البلاد في ذلك الوقت. ومن ثم لعب الإعلام العماني بوسائله المختلفة والتي ظهرت تباعاً دوراً حيوياً في هذا المجال، وهو ما استمر حتى الآن ،وعلى ذلك فإنه يمكن القول بأن الإعلام العماني هو أحد الوجوه والمنجزات المشرقة للنهضة العمانية منذ عام 1970م. ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن الإعلام العماني ليس إعلاماً حكومياً فقط، بل إن وسائل الإعلام الأهلية أو الخاصة كانت الأسبق في الظهور ولا تزال تشكل الجزء الأكبر بنحو 95% على الأقل من وسائل الإعلام في السلطنة.

وأضاف الدكتور محمد العريمي : في الوقت الذي يقوم فيه الإعلام العماني بأدواره المختلفة، الإخبارية والتعليمية والترفيهية والتنموية، فإنه حرص على القيام بدور تنويري رائد كذلك، من خلال التركيز على مختلف القضايا والموضوعات التي تهم المجتمع والمواطن العماني، في الحاضر والمستقبل، والعمل على ربط المجتمع والمواطن بالتاريخ والعمق الحضاري العماني الذي يمتد إلى كل حقب التاريخ.

وفي الختام قال الدكتور محمد العريمي : لعل ما ساعد الإعلام العماني على القيام بدور تنويري، يمتد إلى مختلف جوانب الحياة ذات الصلة بالمواطن العماني، وكذلك بالدولة والمجتمع العماني في علاقته بالدول والشعوب الأخرى شقيقة وصديقة.
إن السياسات التي وضعها جلالة السلطان المعظم، منذ انطلاق مسيرة النهضة المباركة، ارتكزت على العمل على تحقيق السلام والاستقرار لكل دول وشعوب المنطقة، وعلى السعي إلى حل الخلاقات والمشكلات عبر الحوار وبالطرق السلمية واستناداً إلى مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للآخرين، ورفض أية صورة من صور التدخل في الشؤون الداخلية العمانية، ودعم الدور الإيجابي للأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية في خدمة السلام والاستقرار.

حقائق حول اللبان
عقب ذلك أقيمت محاضرة حول فوائد اللبان العماني أدارتها الباحثة “ستيرين لو ماغير” وحاضر فيها محمد بن عبدالله البرومي الباحث في جامعة نزوى مشيرا في محاضرته إلى ان اللبان هو رمز مثير للتراث والثقافة العمانية الغنية ، وقد أدركت حضارات العالم أهمية اللبان وقد تجلى ذلك في طريق اللبان القديم من جنوب الجزيرة العربية. كما يدعمه حقيقة أن اللبان ظهر في جميع أنواع العقاقير بالنظر إلى قدرته الفائقة على علاج الأمراض. وقد دعمت النتائج الحديثة بما في ذلك استخداماتنا الطبية للبان عندما أثبت اللبان فعاليته في علاج مجموعة متنوعة من الأمراض ، مثل السرطان وهشاشة العظام والتصلب العصبي والربو والعديد من الأمراض الأخرى. هذا بسبب نشاطه الاستثنائي المضاد للالتهابات. علاوة على ذلك ، أظهر اللبان أنشطة مضادة للاكتئاب ، بسبب احتوائهاعلى البخور. كما عرجت المحاضرة إلى تسليط الضوء على الجوانب التاريخية والبيولوجية والطبية للبان.

التصوير الضوئي العماني
فيما قدم المصور أحمد بن عبدالله البوسعيدي رئيس الجمعية العمانية للتصوير الضوئي التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني محاضرة بعنوان “التصوير الضوئي العماني من خلال كتاب “إنجازات” “ حيث ادار الجلسة المصور الفنان بيار شينا أركابو، وقد تحدث “البوسعيدي” عن مسيرة الفوتوغرافيا العمانية وانجازاتها إضافة إلى تعريجه على كتاب انجازات ضوئية عمانية والذي اشتمل على الصور الفائزة في المسابقات والمعارض التي يرعاها الاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي ، حيث عرض شرائح فنية للصور الفائزة على المستوى الجماعي والفردي.
واختتم فعاليات اليوم الأخير للمعرض بمحاضرة عن فيلم “عمان للمغامرة عنوان” وشارك فيها الدكتور خالد عبدالملك، وJerome Lachkine (مسؤول مساعد في التصوير والإنتاج) .