د. طاهرة اللواتية
[email protected] –
«البمبرة» أو «القاو» أو «الغوج البحريني» شجرة تنبت عندنا في عمان والخليج، خضراء ناضرة مثمرة، ثمارها الصفراء جميلة الشكل تؤكل، ولها فوائد علاجية كثيرة سواء طازجة أو بعد تجفيفها.
وأذكر في طفولتي وإلى اليوم لا يخلو منزلنا من ثمار القاو المجففة، فهي أقوى علاج للكحة، فالشاي المصنوع من الثمار الجافة يكافح الكحة بطريقة فعالة لا نظير لها رغم كل أدوية مكافحة الكحة، فالقاو يتفوق على جميعها مهما كانت الكحة قديمة أو قوية أو مزمنة؛ فخلال ثلاثة أيام من تناول شاي القاو ولمرتين يوميا تختفي الكحة تماما، وهناك عشرات وعشرات الفوائد لثمار القاو، ومنها أنها تخفف بدرجة كبيرة خشونة المفاصل وآلامها. إن هذه الشجرة التي تعامل بإهمال لهي بحق صيدلية لعدد واسع من الأمراض.
أتذكر في طفولتي شجرة القاو الضخمة الخضراء الوارفة الظل في بيت الجيران، لم تكن ثمارها تلقى قبولا كبيرا عندنا الأطفال، فتتساقط على الأرض بكثرة كلما نضجت واصفرت، فقد كانت المادة الهلامية بداخلها تسبب لنا إزعاجا، وتلتصق بالأصابع. لذا لم نكن نحمل كثير ود لهذه الشجرة التي تعمر في بلداننا بكثرة وبسهولة. ولم أكن أدري في طفولتي أن الثمار السمراء الجافة التي يجلبها أهلي من سوق العشابين، وأشرب شايها الأسمر كلما أصبت بالكحة هي ثمار القاو.
للأسف صرنا نجهل كثيرا عن النباتات والأشجار الطبية؛ ففي عمان وحدها ١٢٠٠ نبات طبي حسب مجلس البحث العلمي، معروف بعضها لدى العشابين رغم خبرتهم الطويلة في المجال، والبعض الآخر مجهول، طوته أيدي النسيان، ومات من كان يعرفها ويستخدمها في الطبابة. وهكذا ضاعت صيدلية عقاقير تاريخية ضخمة جدا، وجزء كبير منها أصله من الطب النبوي.
لقد تأخرت كثيرا جهود إيجاد دستور أو بروتوكول لكيفية استخدام الأدوية العشبية في بلادنا، وتفوقت علينا بلدان مثل اليابان وألمانيا وغيرها. وأصبح من يعرف عن عقاقير هذه الصيدلية يختفون وينتقلون الى رحمة الله تعالى دون أن نسجل ما في صدورهم من علم نافع، أعتقد أن فكرة إنشاء جمعية للأعشاب الطبية وإيلاءها العناية اللازمة أمر مهم جدا، جنبا الى جنب مع شراكة المعنيين في وزارة الصحة بإيجاد ضوابط وآليات بروتوكولية تمثل دليلا إرشاديا لكيفية استخدامها في العلاج.