الوطن ـ فيصل بن سعيد العلوي و “العمانية” :
أوصت ندوة “أطفالنا وإعلام المستقبل”في ختام أعمالها أمس بمكتبة الأطفال العامة بالقرم تحت رعاية معالي الدكتور عبد المنعم بن منصورالحسني وزير الإعلام بحضور صاحبة السمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد بن محمود آل سعيد مساعدة رئيس جامعة السلطان قابوس للتعاون الدولي وسعادة لنا وريكات ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف)، أوصت بضرورة الاهتمام بوضع استراتيجية متكاملة لتفعيل مختلف وسائل الإعلام في غرس قيم المواطنة لدى الأطفال والتعاون مع مختلف مؤسسات المجتمع والمنظمات الدولية في تحقيق رؤية إعلامية تسهم في تنمية المواطنة لدى الأطفال وتخصيص قنوات ومجلات ومواقع إعلامية إلكترونية ومواقع تواصل اجتماعي وقنوات يوتيوب تخاطب الأطفال وتسعى لتكوين الشخصية الوطنية لديهم.ودعت الندوة إلى تخصيص سينما وصحف يومية وجامعات عربية للطفل العربي وإنشاء رابطة عربية لأدباء وإعلاميي الطفل والاستفادة من النظريات الإعلامية في تفعيل وتقييم جودة البرامج الإعلامية الموجهة للأطفال والعمل على حماية الأطفال من التثقيف الإعلامي السلبي الناتج عن استخدام وسائل الإعلام الجديد من خلال التوعية وتوفير البدائل المناسبة.
كما دعت توصيات الندوة إلى تشجيع الكتاب والرسامين ومعدي البرامج الخاصة بالأطفال واعتماد منهجية إدارة المشاريع وتدريب العاملين بالثقافة والإعلام وخصوصا الذين يعدون برامج الطفل وتنفيذ حلقات تدريبية للكتاب والرسامين والمعنيين بالطفل في لقاء يجمع كفاءات متنوعة من العالم وقيام الإعلام بإنتاج مواد متخصصة وموجهة للأطفال في مواقع التواصل الاجتماعي وتطوير المحتوى الورقي والإلكتروني الموجه للأطفال.وأوصت الندوة بحماية الأطفال من الإعلام الخارجي من خلال توفير برامج متنوعة مناسبة للأطفال وتنفيذ برامج تدريبية على الكتابة الإبداعية للأطفال وتشجيعهم من خلال تبني إنتاجهم في الكتابات وإنشاء دار نشر عمانية متخصصة في إنتاج كتب الأطفال بطريقة احترافية وتأهيل العمانيين من كل مراحل صناعة الكتاب، كما أوصت بالعمل على إنتاج كتب وبرامج تلفازية تفاعلية متخصصة لفئة الأطفال من ذوي الإعاقة ودعم مجلات الأطفال وتشجيعها على تطوير جودة محتواها.وشددت الندوة على ضرورة وضع قوانين حماية للأطفال لتطبيقها في المؤسسات الإعلامية للأطفال في صناعتها للمحتوى وتقديمة تراعي سن واحتياج الأطفال وإدخال مفهوم التربية الإعلامية للأطفال في المدارس والكليات التخصصية وتوعية الأهل بضرورة مشاركة الأطفال ومحاورتهم فيما يشاهدونه ويتعرضون له من محتوى إعلامي وضرورة استخدام وسائل الحماية للأطفال الأصغر سنا فيما يقدم لهم من محتوى بالإضافة إلى تدريب الكوادر الإعلامية العاملة مع الأطفال على الطرق الفضلى للتعامل مع الأطفال المشاركين في صناعة المحتوى.
الجلسة الأولى
وقد سبق حفل الختام تقديم الجلسة الثانية من الندوة بجلستي عمل الجلسة الأولى تناولت محور “دور المؤسسات الإعلامية وسبل دعمها وتطويرها”أدارها أحمد الراشدي وتضمنت أربع أوراق عمل، جاءت الورقة الأولى بعنوان تجربة المؤسسات الإعلامية” قدمها الدكتور طارق البكري وتطرق فيها إلى تلك تجربتي جريدة الأنباء ومجلة كونا الصغيرة.
أما الورقة الثانية فقدمتها عروب صبح بعنوان “مشاركة الطفل في صناعة المحتوى الخاص به”وتطرقت إلى ضرورة مشاركة الطفل في صناعة المحتوى الخاص به في الإعلام الجديد، مشيرة إلى أن الأطفال يمثلون ثلث مستخدمي الأنترنت في العالم الا أن الجهد المبذول لحمايتهم من مخاطر العالم الرقمي ضئيل، مؤكدة أنه وفقا لدراسة من جامعة هارفرد، على الرغم من أن معظم منصات التواصل تتطلب أن يبلغ المستخدم أكثر من 13سنة إلا أن 68%من الأباء الذين شملهم الاستطلاع ساعدوا أطفالهم على إنشاء الحساب بتزوير العمر، مشيرة إلى أن غياب تصنيف المحتوى والعمل دون شروط أو رقابة أو حقوق يعرض الطفل للاستغلال بكل أشكاله، وقد أوصت عروب صبح في ختام ورقتها بوضع قوانين حماية للأطفال تطبقها المؤسسات الإعلامية الخاصة والعامة التي قد يعمل من خلالها الأطفال في إنتاج المحتوى بحيث تحفظ حقوقهم المادية والإنسانية والمعنوية، ووضع قوانين حماية تضمن ظروف عمل تراعي سن واحتياجات الأطفال الذين يعملون في صناعة المحتوى.
وفي الورقة الثالثة بعنوان”دور مجلات الأطفال في غرس ثقافة الانتماء الفكري والثقافة.مجلة مرشد نموذجا “التي قدمها حمود الطوقي سرد “الطوقي” تجربته في مجلة مرشد والظروف التي أحاطت بها .
أما الورقة الرابعة التي جاءت بعنوان “بدائل ونماذج في صناعة المحتوى الثقافي للطفل” وقدمتها أمامة اللواتية فتحدثت عن غياب قناة خاصة بالأطفال أو برامج ذات جودة في صناعة المحتوى الثقافي، وخلصت إلى ضرورة التركيز على صناعة المحتوى الثقافي والعلمي عبر صناعة برامج متخصصة ذات جودة، وتأسيس دار وطنية متخصصة في صناعة كتاب الطفل في الجوانب الثقافية والعلمية المختلفة تستهدف الكاتب والمحرر والرسام والمصمم العماني ، والتركيز على الفئات المهمشة في المجتمع مثل فئة الاحتياجات الخاصة (برامج وكتب متخصصة) في مخاطبتهم، والبحث في إنتاج متخصص ومبتكر يستهدف مراحل محددة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وصاحب أعمال الجلسة عقد حلقتي عمل بعنوان “المذيع الصغير” قدمها هلال الهلالي وحلقة بعنوان “قصة للأطفال” قدمتها آمال المزوري .
الجلسة الثانية
أما الجلسة الحوارية الثانية حول “البرامج الإعلامية الموجهة للأطفال” والتي أدارها الدكتور عامر العيسري فاشتملت على العديد من المحاور وهي: واقع البرامج الإعلامية الموجهة للأطفال في السلطنة والعالم العربي وواقع استخدام الأطفال للإعلام الالكتروني الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الإعلامية التي يديرها الأطفال:أنواعها وسماتها وخصائص القنوات التلفزيونية التي يفضلها الأطفال بالإضافة إلى الرؤية المستقبلية للإعلام الموجه للأطفال، وشارك في هذه الجلسة الدكتورة كلثم الزدجالية واحمد بن ناصر الراشدي برفقة الأطفال حنين بنت أسامة الموسوية، وذكرى بنت سلطان المعمرية، ونور بنت حمود الكليبية وحمود بن ناصر العوفي وناصر بن خلفان الشعيلي ، وقد أكدت الدكتورة كلثم الزدجالية على أن الوسائل المرئية أكثر جذباً للانتباه للأطفال.
في حين أجمعت مشاركة الأطفال حول موضوع الإعلام الجديد بأنه أكثر جذبا للانتباه وأكثر سرعة وسهولة للوصول ومتعدد الخيارات، ومن سلبياته الإدمان وأكثر عرضة لمشاكل الابتزاز الإلكتروني.
وتخلل الجلسة الحوارية عقد حلقتي عمل بعنوان “الإعلامي الصغير” وثانية بعنوان “الصحفي الصغير: كيف تكتب مقالا” قدمتها أزهار أحمد.
وفي ختام الندوة قام معالي الدكتور عبد المنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بتكريم المشاركين والمنظمين للندوة.