البيان: مسقط – وفاء السويدي
أغنى معرض مسقط الدولي للكتاب، دورته هذا العام، بتجربة جديدة تتوجه على الشباب، وتحفزهم على التعبير عن أنفسهم؛ من منطلق أن التعبير الجيد عن النفس هو ظرف صحي لخلق شخصية منفتحة، تواجه اختلافها وخلافها مع الآخرين بالحوار.
التجربة، لا تضع لنفسها غايات غير أدبية. ولكنها في زمننا هذا، الذي نحتاج فيه إلى توجيه العقول والقلوب إلى مفاهيم التسامح والانفتاح، وقيم المحبة والإخاء، تمثل تجربة مميزة، بمجال توظيف الثقافة في خلق مجتمعات تتمتع بالعافية الإنسانية.
تقف وراء التجربة فكرة بسيطة: «قد يجد الكثير من الناشئة والشباب صعوبة في وضع أفكارهم على الورق، ربما لأنهم لا يجدون الكلمات المناسبة»، ومن لا يجد الكلمة المناسبة هو إنسان لم يستكمل استيعاب فكرته؛ ومن لم يستكمل استيعاب فكرته يمكن أن يتبناها غير ناضجة كما هي، أو يستكملها على نحو يشوه مضمونها الإنساني. ولا شيء أخطر من الأفكار المشوهة.
في هذا السياق، قام معرض مسقط الدولي للكتاب بتنظيم ورشة عمل بعنوان «فن كتابة القصة من الفكرة إلى النص»، لتشجيع الشباب على التعبير عن أنفسهم من خلال الكتابة، وتمكينهم من الأدوات الفنية التي تساعدهم في ذلك.
إعادة كتابة
«البيان» التقت بالكاتب العماني عبدالله اللواتي، الذي تحدث عن الورشة، فقال: مدة الورشة هي أربعة أيام فقط، أما فكرة الورشة فهي: «من الفكرة إلى النص». وقد وضعنا لهذه الغاية تمارين ذهنية خاصة باليوم الأول، وتدريبات كتابية وتمرن الشباب أو الكاتب المبتدئ على الدخول في جو الكتابة وصياغة الأفكار والجمل والفقرات. وفي اليوم الثاني، تتم مناقشة الأفكار، وبعدها تبدأ تجربة الدخول في عملية كتابة النص، ثم تالياً إعادة كتابة النص بعد قراءته.
صياغة الأحداث
ويتابع اللواتي: نناقش أثناء الورشة كيفية إضافة الشخصيات والأحداث وكيف نحبك القصة؛ فالبعض يكتبها على شكل مقال، وآخرون على شكل خاطرة، فيتم إرشادهم لإضافة الأحداث لتتحول مدوناتهم إلى «قصة» بالمعنى الواضح. عملنا ونعمل أيضاً على فهم كيفية إدخال العقدة بطريقة أفضل. وكيف يتم حل لنهاية القصة بطريقة مميزة. وفي المحصلة النهائية، نقوم بجمع هذه القصص لتدخل مسابقة، يقوم عدد من كتاب القصة بتقييمها، وتحديد مستوياتها.
قصص ملهمة
وفي ما يتعلق بالإقبال، أكد اللواتي أن الجمهور المستهدف، ومنذ اليوم الأول، أظهر اهتماماً كبيراً. بل إن الكثيرين يهتمون بالرغم من عدم حضورهم شخصياً فعاليات الورشة، ولكنهم يتواصلون معنا من خلال البريد الإلكتروني ويرسلون أفكارهم وقصصهم.
وبالنسبة للكاتب اللواتي، فإن الورشة هي مساهمة للرفع من قدر ومستوى الثقافة والفكر والوعي لدى الشباب. الشباب يحتجون للتعبير عن أنفسهم، وكلما تمكنوا من ذلك كانوا أكثر وعياً وانفتاحاً وقدرة على الإسهام في الحياة وإغناء قيمها الإنسانية. ولا يتوقف اللواتي هنا، فيؤكد أنه هو شخصياً يستفيد من الورشة، ومما يتخللها من حوارات ونقاشات وأفكار تفتح أمامه آفاقاً غير منظورة.
عرس سنوي
يعتبر معرض مسقط الدولي للكتاب عرساً سنوياً للكتاب، ومناسبة تتجلى فيها الثقافة حضوراً وحواراً، وقد ارتفع عدد دور النشر من 782 العام الماضي إلى 882 هذا العام من 30 دولة. فيما ارتفعت العناوين المشاركة في المعرض من 500 ألف عنوان العام الماضي، إلى 523 ألف عنوان، 35 في المئة منها إصدارات حديثة.