Image Not Found

الآلية العملية للاختيار بشفافية

علي حبيب اللواتي | الرؤية

بلا شك فإن الأفراد المتسابقين للفوز بمقاعد مجلس الشورى الموقر لدورته التاسعة قد اطلعوا (وهذا ما يتوقع) على القضايا المعاصرة المهمه للوطن والشعب من خلال متابعاتهم الميدانية، ومعايشتهم للواقع وتداخلهم في تركيبة المجتمع، ومن خبراتهم وتجاربهم السابقة، و قراءتهم للأبحاث والدراسات و المقالات التي تنشر في الشأن الوطني.

وفي الطرف الآخر، فإن الجمهور ما زال يجول بخاطره الكثير من الأسئلة الهامة، وما يمكن تلخيصه كالتالي :
كيف سيتم التعرف على آراء المترشحين وأفكارهم حول حل تلك المعضلات الوطنية الملحة وأطروحاتهم للمستقبل وكيفية إدارة الأزمات الحالية وتحقيق الإنجازات فيها، وأيضا التميز بين كفاءاتهم وجدارتهم ومهاراتهم الشخصيه في إدارة النقاشات والحوارات وطرح المواضيع والأسئلة والإجابة بدقه وبأسلوب علمي مبني على الوقائع والأدلة ليمكنه من إقناع المقابل بأفكاره لكي يتمكن من الوصول إلى الاستنتاجات والنتائج والتقييم الصحيح!!

فهل سيكفي السؤال عنهم من بعيد، أو سؤال أقاربهم أو الركون إلى الصداقة السابقة التي تربط بعض الإخوة بالمترشحين، أم يكتفى بمعرفة أن المترشح ينتمي لأسرة محددة في المجتمع.. ! وهل سيكفي أن يقوم كل شخص بالالتقاء والتحدث بمفرده مع المترشح ليتحاور معه ليتعرف على آرائه ويستقرأ افكاره وتوجهاته ..!

وبعد ذلك كيف يضمن الفرد أنه فهم واستوعب ما كان يقصده المترشح في حواره الفردي الشخصي …!!ا وآخرا وليس أخيرا..
كيف سيتم نقل تلك المعرفة المستخلصة عن المترشحين وآرائهم من اللقاءات الفردية للجمهور المطلوب منه التصويت وإعطاء صوته الأمانة للأصلح والأجدر ..!!

فمن هذه المنطلق يتضح لنا بأن ذلك هذا الأسلوب ليس بالسهل اليسير وليس بالمجدي، وإنه سيستغرق وقتا طويلا، والنتيجة لن تكون دقيقة ومحايدة وبموضوعيه عالية ..!

كل ذلك يستدعي من الجميع أن يتحرك ويتبنى طرق ووسائل هي أسرع وأكثر شفافية واكثر دقة وأقرب للوصول للهدف المتمثل بمعرفة من هو الأفضل والأجدر فيتم بعد ذلك اختياره من بين جميع المتنافسين ليمثل الولاية في الانتخابات القادمة..!

علما بأن أي فائز منهم يجب عليه أن يحمل في عنقه مسؤولية الارتقاء بكامل ولايته التي يمثلها. وهنا فيتنافس جميع المترشحين القادمين من تركيبات اجتماعيه متعددة لجغرافيا الولاية نفسها في خدمة الولاية التي تجمعهم كلهم . تلك الخدمة التي تصب وتجتمع مع بقية ممثلي الولايات الأخرى معا، لتكون كيدٍ واحده تبني تحت سقف مجلس الشورى الموقر. حيث يتحدون بجهودهم كينابيع صبت مياها في النهر الجاري المتماسك الأطراف، السائر باتجاه واحد لخدمة كامل الشعب ضمن الإطار الوطني الخالص.

وعند استقراء تجارب الشعوب التي سبقتنا في ممارساتها الانتخابية على مستوى مجالس الشورى والبرلمانات عالميا كالدول الأوربية، وإقليميا أيضا، فإننا سنرى أن تلك الدول قامت بتنظيم سلسة مناظرات حواريه ضمن برنامج زمني محدد، ومن خلالها تم فرز منطقي عقلاني للمترشحين، فرز يظهر بوضوح الفوارق بين المترشحين، ويكشف ذلك بشفافية وموضوعيه أمام الجمهور المتعطش لمعرفة الأنسب والأجدر لتمثيلهم ..!

ليتم بعدها بالخطوة الثانية والمتمثلة بتنظيم تصفيات داخليه للمترشحين، فيقوم جمهور الولاية باختيار الأنسب فيها لتمثيلهم في الانتخابات الرسمية لديهم.

فهكذا يختار المجموع (الأنسب) الذي سيمثلهم ويمثل طموحاتهم بناءا على كونه الأجدر والأفضل بعد أن تعرفوا على ذلك بشفافية وموضوعية عن طريق تلك الآليه المتميزة بالكفاءة والدقة والشفافة ..!

وتقع مسؤولية إعداد وتحضير تلك السلسلة من المناظرات والحوارات بين المترشحين على كاهل اللجنة التي تكلف رسميا، متشكلة من الكفاءات من أبناء الولاية ..!

ومن الخطوات الإجرائية على اللجنة أن تتخذها لتوفر الشفافية والموضوعية العلمية ولتنجح في تسير وتنظيم تلك المناظرات والحوارات بكفاءة عالية فإنه يتوجب عليها اتخاذ الإجراءات التألية :-

1. يعلن جدول زمني مناسب لعقد تلك اللقاءات .

2. تعلن للجمهور عن الأسئلة التي ستطرح على المترشحين.

3. يستلم المترشحون نسخه من تلك الأسئلة المعدة مسبقا بأسبوع (على الأقل) ليحضروا أنفسهم بروية.

4. يتضمن برنامج اللقاء إعطاء المترشح وقتا يتحدث به عن آرائه وأفكاره، و هو زمن يختلف عن الزمن الذي يعطى للإجابة عن الأسئلة المعدة مسبقا ويكون المترشح قد اطلع عليها من قبل.

5. يدير الحوار شخص أو اثنان، يلتزمان بإعطاء الفرص الحوارية لجميع المترشحين بالتساوي والإنصاف .

6. يعقد أكثر من لقاء على حسب عدد المترشحين، بحيث يكون عدد اللقاءات يكفي للوصول للأهداف المنشودة المتمثلة بتعرف الجمهور بشفافية وموضوعية على جميع آراء وأفكار المترشحين ..!

7. بعد أسبوع (على الأكثر) من آخر لقاء يحدد موعد التصويت الداخلي لأفراد الجمهور/ الجماعة ، ليتم اختيار الأنسب من بينهم .

8. في حالة تساوي عدد الأصوات التي حصل عليها عدد من المترشحين، يقام لقاء حواري جديد بين المتساوية أصواتهم.

9. ينظم استفتاء داخلي آخر جديد ليتم اختيار الانسب والأجدر.

10. هذا الأنسب الذي تم اختياره تنصب جميع الأصوات لصالحه يوم الانتخابات الرسمي المعلن.

.. و بلا شك فإن الآليه المقترحة أعلاه يمكن إدخال التعديلات عليها لتتناسب وتتلاءم مع خصوصيات المجتمعات المحلية المختلفة.
إن تمثيل ( الأنسب ) عن ولايته في مجلس الشورى الموقر شرف عظيم، وقبل ذلك هي مسؤولية كبيرة عميقة وأمانة ثقيلة يحملها المرشح في عنقه، حيث ينعكس أثرها على تنمية المجتمع ورفعة الوطن ونجاح الدولة .

ويجدر أن يكون المترشح الأنسب الذي يمثل جماعته في ولايته يحمل اسمها وروحها و طموحها وتاريخها الذي هو جزء لا يتجزء من مكونات وتراث الوطن الغالي حين يمثلها في المجلس الموقر.

واعلموا أن نجاحكم كمجتمعات محليه في تطبيق هذا التسلسل المنطقي لاختيار الأنسب ليمثلكم سيعكس مدى روحكم المتفانية و المحبة لشعبها وتراب وطنها.

وسيجعل منكم مثلا رائعا يُحتذى به في كامل الوطن في المنطقة الإقليمية فتشكرون عليه . وستصبحون عنوانا منطقيا مشرقا لحضارة الاإسان العماني الممتدة في عمق التاريخ، والتي أثمرت خيرا لمستقبل الأجيال و لتراب الوطن المقدس.