د. طاهرة اللواتية –
أصدرت دور النشر في فترة متقاربة مذكرات لشخصيتين عامتين ..إحداهما معالي يحيى السليمى وزير التربية والتعليم السابق، والأخرى لمعالي حمد الراشدي وزير الإعلام السابق .
صديقان بدآ حياتهما العملية معا، في فترة مبكرة من حياتهما، انطلقا من حارة العرين بمطرح حيث كانت نشأتهما. حملا الكثير من الود والحب لمطرح في ثنايا مذكراتهما، فقد فتحا أعينهما في مطرح، وكانت حواريها وسوقها العريق ومدارسها الخاصة، والمدرسة السعيدية بمطرح ساحة حياتهما إلى أن اشتد عودهما.
سلط وزير التربية السابق الضوء على تجربته خلال عشر سنوات في وزارة التربية والتعليم ، كانت حياة غنية جدا ، اعتمد فيها على الخبرة العمانية التربوية، وأعطاها الثقة والدعم الكاملين كي تنطلق وتعطي وتبدع في مجال التربية والتعليم، ولم يتخل عن إيمانه بالإنسان العماني وقدراته خلال رحلة عمله بالوزارة. كان يعمل بطاقة ألف رجل، وقد شهدت فصولا من هذه الطاقة عندما كنت أعمل خبيرة في الوزارة، وانطلق بالكثير من المشاريع التربوية المهمة أثناء فترة وجوده في الوزارة، وقد سجلها في كتابه بتفصيل لمن أراد أن يطلع على تجربته الثرية.
أما معالي الراشدي، فقد تحدث عن حياة ورحلة إعلامية زاخرة وثرية بدأت في السبعينيات وانتهت بنهاية فترة عمله في العام ٢٠١١. بدأ حياته شابا صغيرا، مذيعا ومعدا للأخبار، وترقى علميا وعمليا بمثابرة واجتهاد في عمله إلى أن أصبح وزيرا للإعلام. تحدث عن رحلة الإعلام العماني من بدايات بسيطة ومبان صغيرة إلى أن أصبحت مؤسسة ضخمة توزعت على الهيئة العامة للإذاعة للتلفزيون ووزارة الإعلام.
يذكر في كتابه أهم محطات تطور الإعلام العماني المقروء والمسموع والمرئي ، والتحولات المختلفة لأداء الإعلام العماني، والوجوه الإعلامية والبرامج والدراما العمانية التي حفرت لنفسها اسما في الذاكرة العمانية، ويذكر المشاق التي تخللت هذه الرحلة الطويلة، والصعوبات التي مرت بها، والتحديات التي عاشها خلالها.
الكتابان عصارة حياة اثنين من الوزراء تركا بصمة واضحة في مجالي التربية والإعلام، وتركا الكثير من الخبرة الغنية والثرية يستفيد منها الشباب العماني.