شخصيًّا، أعتبر تجاربي مع السفر على متن flydubai من أسوأ التجارب، والأسوأ منها أن تصلك رسالة قبل السفر بسويعات أن رحلتك قد تم إلغاؤها! عادة تُرفق مع هكذا رسالة وصلة إلكترونية تضع أمامك خيارات بديلة للسفر، وعليك أن تحجز الرحلة البديلة، حصلت عليها أم فاتتك!
لُوحظ من قبل أكثر من مسافر أن flydubai قد تكررت معهم هذه التجربة! لم أطالع القوانين الدولية للسفر والمتعلقة بهكذا حالات، إلا أنني أتساءل: من المسؤول عن توفير الإقامة لليلة أو ليالٍ إضافية تمَّ إجبار الزبون على البقاء فيها قهرا؟ وماذا لو فاجأته إدارة الفندق بأنَّ غرفته لليلة الإضافية ليست متاحة ومسجلة لأشخاص آخرين سلفا؟ هل هذا كله يُهم flydubai؟ هذا فضلا عن المواعيد المهمة التي أُلغيت وربما تكون منها مواعيد المستشفيات؟
الرحلة الدولية رقم FZ222 ألغتها flydubai، وجعلت المسافرين في موقف محرج جدا؛ فلقد واجهتُ صعوبات جمة لإقناع الفندق بتمديد ليلة إضافية، وعندما أقلعنا في اليوم التالي، تعرَّضنا للحبس على متن الرحلة المتوجهة إلى مسقط، حوالي ساعة وخمس دقائق، وبين المسافرين أطفال صغار ومجموعة من مرضى الربو، إذ كانت المكيفات لا تبرد نظرا لوقوف الطائرة بكل ذلك العدد الكبير من المسافرين لأكثر من ساعة!
عندها توجَّهتُ إلى قَمرة القيادة للتحدث مع قائد الطائرة، وسألته سؤالاً واحداً سهلا وهو: متى ستقلع هذه الطائرة؟ لم يكن لديه جواب واضح، وأشار إلى مجموعة من الفنيين الذين كانوا يحاولون تصليح عطل ما، قائلاً بأنه حالما ينتهي هؤلاء من عملهم سنقلع، ربما بين 5 إلى 10 دقائق، علما بأنه سبق وأن خاطب جميع الركاب، هذا قبل نصف ساعة، يخبرهم بأن الطائرة ستقلع خلال ربع ساعة!
وعندما أخبرته بأني قلقٌ من أن تطول مدة الوقوف أكثر، رد يقول: “لا تقلق، فأنت على متن flydubai ويكفي أن قائد الطائرة يحدثك”! حينها أخبرته بأن ذلك لا يغير من الأمر شيئاً، واقترحتُ عليه أن يقلق، ذلك لوجود الأطفال المرهقين ومرضى الربو على متن طائرته، كما أنه الآن يتحدث إلى صحفي في جريدة عُمانية مرموقة ودعوته لقراءة مقالي هذا حالما يُنشر!
كان من المفترض أن لا يصعد الركاب مادام أنَّ ثمة عطلًا لم يتم إصلاحه بعد، كما كان من المفترض إعادة الركاب إلى بهو المطار خوفا ًعليهم من ضيق التنفس وكثرة التعرق، عِوضًا عن حبسهم في الطائرة حتى يتم تصليح الخلل.
لا أعتقد أن أحدًا يُحبِّذ أن يمر بهكذا تجارب، لذا دعوت في عنوان هذا المقال flydubai أن تُراجع سياسات تعاملها مع المسافرين لأجل تحسين خدماتها، فإنَّ الضرر الذي قد يلحق ببعض المسافرين جراء البقاء داخل الطائرة، أو الذين أُلغيت رحلاتهم، قد يكون بعضه باهظَ الثمن لهم.
إن الخدمة الجيدة باتت هي عنوان المنافسة اليوم بين خطوط الطيران وليس السعر فحسب؛ إذ كثير من المسافرين مستعدون لأن يدفعوا أكثر قليلا على أن يتلقوا خدمات أفضل على متن الطائرة.. لنحذر قبل أن نحجز رحلتنا القادمة.