عُمان:
يعد التمويل ولا يزال العائق الرئيسي بين نمو الشركات والمشروعات ورضا العملاء، ليتم تجاوز تلك المعضلة، وقد قامت شركة الحلول التكنولوجية المالية بطرح فكرة شراء المنتجات دون القلق من قيمتها الإجمالية.
وقد أجرى خالد المحروقي وعلي اللواتي مؤسسا الشركة بحثا مكثفا حول كيفية تنفيذ الفكرة، وتضمن البحث المتطلب التكنولوجي والتنظيمي، حيث تواصلوا مع البنك المركزي العماني لمعرفة الإطار المطلوب للعمل في مجال التكنولوجيا المالية.
وتحدث علي اللواتي، حول تطبيق Qpay التي توفره الشركة، قائلا: التطبيق عبارة عن خدمة “اشتري الآن وادفع لاحقا”، حيث يقوم التطبيق بتسهيل عملية الشراء من المتاجر للعملاء، ويسمح لهم بشراء المنتج بدون الحاجة لدفع المبلغ كاملا في وقتها، بل يعطيهم حلول الدفع على أقساط فيما بعد وبدون فوائد، فالجانب الأكثر فائدة من خدمات اشتر الآن وادفع لاحقا هو أن البائع يتلقى قيمة المبلغ كاملا من مزود الخدمة مطروحا منه العمولة المتفق عليها بيننا.
وأضاف: لا تبدو هذه الرسوم الرمزية شيئا يذكر مقارنة بالفائدة المتحققة من طريقة الدفع اللاحق، لأن البائع قد حقق زيادة مبيعاته، ومزود الخدمة أخذ عمولته، ومن جهة أخرى استلم الزبون منتجه ولم تمنعه ميزانيته من الشراء، ولذلك فهي من أسرع وسائل الدفع نموا في العالم، حيث تتخطى هذه الطريقة التحويلات البنكية والمحافظ الرقمية وغيرها من طرق الدفع.
وأوضح خالد المحروقي، أن شركة “الحلول التكنولوجية المالية” تتخصص في التكنولوجيا المالية، بتطوير التقنيات الحديثة المستخدمة في تقديم الخدمات والمنتجات المالية، وتتضمن التكنولوجيا المالية ممارسات مبتكرة ومطوّرة الغرض منها تقديم منتجات وخدمات مالية جديدة أو تلك المتوفرة حاليا، وذلك من خلال تقليص النفقات، وتعزيز الجوانب الأمنية، وتحسين عملية الشمول المالي، مما يؤدي إلى تحفيز التطور المالي والنمو الاقتصادي، ولقد أسهمت التطورات التقنية السريعة في تحوّل القطاع المالي.
وقد واجهت الشركة بعض التحديات، وقد تحدث عنها المحروقي قائلا: مبدئيا واجهنا التحدي المتمثل في تحديد الشريك التكنولوجي الذي يمكنه تطوير المنصة، وفقا لمطلب البنك المركزي، تحتاج التكنولوجيا ومطورها إلى خبرة في مجال المدفوعات الإلكترونية والامتثال المصرفي لتحديد هذا الشريك، كان علينا التعاون مع شركة أنشأت أنظمة الدفع الإلكترونية في سلطنة عمان، وبعد بحث مكثف حددنا المزود المناسب للخدمة.
وأضاف: لدى مزود الخدمة الخبرة في أنظمة دفع رائدة تتبع أفضل الممارسات والمعايير الدولية، بما يتوافق مع المنظمات العالمية مثل البنك الدولي والبنية التحتية للأسواق المالية، وبنك التسويات الدولية، والجمعية الوطنية للمقاصة الآلية، حيث تشمل حلول الدفع هذه الابتكارات الأولى في العالم مثل المقاصة الإلكترونية للشيكات ومفتاح الدفع عبر الهاتف المحمول القابل للتشغيل المتبادل والمدفوعات عبر الهاتف المحمول التي تدعم تقنية “بلوك تشين”.
وأوضح اللواتي أن الخدمة التي يقدمها المشروع تتميز بتكلفتها القليلة، حيث إنه على المدى البعيد، ومع عدم وجود فوائد متراكمة على التقسيط أو الدفع الآجل، يعد نظام “اشتر الآن وادفع لاحقا” صديقا للعملاء، لأنه يشجع على شراء احتياجات أغلى من أن تتحملها ميزانيتهم، وقد ساعد هذا النموذج على الأخص في وقت وباء كورونا، حينما كان القلق يسيطر على كل الناس بشأن الأمان المالي في المستقبل، وبالذات القلق من عدم القدرة على الاحتفاظ بوظائفهم في الوباء بسبب سياسات التقشف التي اتبعتها المؤسسات، ساعد هذا النموذج الناس في خفض إنفاقهم وشراء احتياجاتهم في الوقت نفسه.
كما أنها تساعد المستهلك في التحكم بإنفاقه، حيث يبتعد الكثير من الشباب عن الشراء باستخدام بطاقات الائتمان والرسوم المرتبطة بها لخوفهم من المخاطرة والمصطلحات الصعبة والرسوم الخفية، لكن قد تسهل حلول الدفع الآجل على المستهلك أن يتحكم في إنفاقه دون رسوم خفية، لأن خطط الدفع تكون قصيرة الأجل سهلة الفهم، ويتمم سدادها بشكل أوتوماتيكي مع تذكير رقمي للزبون بمواعيد السداد والمدفوعات المؤجلة.
مشيرا إلى أن هذه الخدمة سهلة ومريحة، فوفقا لدراسة أجراها موقع فايندر، فإن السبب الرئيسي لاستخدام حلول “اشتر الآن وادفع لاحقًا” هو سهولتها، دون حاجة إلى فحص ائتماني طويل ومرهق، إضافة إلى دمج طريقة الدفع بسلاسة في إكمال المشتري للطلب، لذا لا يتعين على المستهلك قطع تسوقه على الإنترنت والتقدم بطلب للحصول على التمويل من مكان آخر.
وتحدث المحروقي قائلا: المشروعات الناجحة هي تلك التي تلبي متطلبات العمل، والتي يتم تسليمها وصيانتها في الموعد المحدد وفي حدود الميزانية، والتي تقدم قيمة الأعمال المتوقعة والعائد على المستثمرين.
وحول المشاركات في الفعاليات المحلية والدولية، قال: محليا شركنا في ملتقى الاستثمار والشركات الناشئة الحدث الأول من نوعه في سلطنة عمان، الذي جمع أفضل الممارسات العالمية في المجالات الداعمة لقطاع الشركات الناشئة القائمة على الابتكار والتكنولوجيا، ويتيح فرصة الوصول إلى الجهات التمويلية والاستثمارية، ودوليا شاركنا في مؤتمر بريميوم العالمي الذي شارك فيه أكثر من 300 متحدث يغطون أحدث الاتجاهات، واضطرابات السوق، والتقنيات التي تشكل المدفوعات، والتكنولوجيا المالية، وتجارة التجزئة، والتجارة الإلكترونية.
وعن خطط الشركة المستقبلية، قال اللواتي: سنستخدم التمويل في توسيع فريق عملنا، وتطوير منتجاتنا وتقنياتنا على وجه التحديد، إضافة إلى العمل مع كبار قطاع التجزئة، وهدفنا جعل “Qpay” الطريقة الأكثر شيوعا واستخداما في الدفع عند المستهلكين، وللوصول لذلك نحتاج للتأكد من أننا نبني منتجات يثق بها المستهلكون، ويقدرونها، ويتفاعلون معها. وأضاف: نبحث حاليا عن مستثمرين في المشروع، يكونوا قادرين على إظهار قيمة واضحة من خلال الشراكة معهم، كما يسهل التعامل معهم ويمنحوننا مساحة للعمل والتنفيذ.