Image Not Found

موسى الفرعي يكتب: سبلة الخنجي نتاج تاريخي وحضور إنساني

Visits: 22

أثير- موسى الفرعي

مطرح لوحة إلهية بالغة الجمال وكأنما بحر عمان يمد ذراعيه ليحتضن هذا التسلسل الجبلي بقلاعه وأبراجه، ويتابع بحنو أزقتها الضيقة وأسواقها النابضة بالحياة

مطرح هي الحضور الإنساني الكبير في سلسلة الحياة والوجود، حاضنة لأنبل وأرقى القيم الإنسانية، ففي ممراتها وبيوتها وحاراتها يعيش الإنسان انتماءه ودينه وقبيلته، لكن تظل عمان هي المشرب الأنقى والأصفى الذي يُعلي قيمة التعايش الكلي إلى الحد الذي تُمحى فيه الفوارق بين ذلك كله، وتكون عمان هي الانتماء والقبيلة، والأرض الثابتة للقيم والمبادئ مهما تنوعت الوجهات وتباينت الأهداف وتعددت تعابير العطاء والبذل والوجود.

لمطرح مكانتها التاريخية والحضارية القديمة التي تكاد لا تخفى على أحد؛ حيث كانت تمثل الميناء التجاري العريق لعمان، وقد عُدت أسواقها التجارية آنذاك بمثابة المصدر الرئيسي لتصدير البضائع إلى مختلف الأسواق المحلية والعالمية، والحديث عن عراقة هذا التاريخ لا يمكن أن يختصر، لكن هذا التنوع في مكوناتها التاريخية والجمالية والإنسانية يعدُّ مدخلا للحديث عن (سبلة الخنجي) التي تنبض بالحياة في قلب هذه الأميرة النائمة في جانبها الشمالي الشرقي من سلطنة عمان.

نعم في المجلس الذي اعتاد منذ ثلاثين عاما وبشكل يومي طيلة أيام الشهر الفضيل استقبال الضيوف وممارسة كرم الضيافة السمح) حيث يدعى إليها مجموعة من مختلف شرائح المجتمع من مسؤولين ورجال أعمال ودبلوماسيين وأخوة نظراء في الخلق يدينون بغير الإسلام أيضا، لم تشذ ( سبلة الخنجي ) أبدا عن طبيعة الحياة واحتضان القيم الأرقى التي تفوح من كل زاوية في مطرح، بل هي منسجمة ومتناغمة مع هذا الحضور الفارق لمطرح في الضمير الوطني والإنساني والتاريخي

إنه إرث تاريخي تفوح منه رائحة مطرح وتنوع ألوانها، وكأنما (سبلة الخنجي) يفوح من أركانها اللبان، وتتعدد فيها الوجوه الزائرة، وتتنوع فيها ألوان الفرح، وكل ذلك دون أي فوارق دينية أو عرقية. إنها جامع إنساني، تماما كما هي مطرح، وقد لمست ذلك بشكل واقعي ومعرفي في مطرح فهي صاحبة الحلول الأجمل كلما أردنا لأحد أن يرى إشراقة من وجه عمان، أو نستمتع بهذه اللوحة الإلهية الساحرة، وها أنا أبصر هذا التراكم التاريخي والإرث الإنساني في (سبلة الخنجي) فكل الشكر والإجلال للأستاذ العزيز خليل الخنجي وأسرته الكريمة فردا فردا على هذه الدعوة التي فتحت لي نافذة على الجمال المحض وجعلتني أرى في كل رمضان من كل عام كيف يمكن لهذه السبلة أن تكون صورة مملوءة بالحياة لهذه الأميرة والجارة الأبدية لبحر عمان؛ مطرح.