“عمان”: قالت الدكتورة أنوار بنت أحمد بن جعفر اللواتية طبيبة استشارية أولى في طب الأسرة، رئيسة مركز الخوير الشمالية الصحي إن الأمراض المزمنة هي مشاكل صحية طويلة الأمد تتطلب عناية ومراقبة طبية منتظمة، وتختلف أعراض الأمراض المزمنة وحدتها حسب نوع المرض المزمن، وأول ما يتبادر إلى الذهن هو مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن هناك العديد من الأمراض التي تندرج تحت عنوان الأمراض المزمنة، على سبيل المثال وليس الحصر: مرض الانسداد الرئوي المزمن والربو، ومرض الكلى المزمن، وأمراض الدم المزمنة، والسمنة، والأمراض النفسية المزمنة القلق والاكتئاب المزمن والذهان، وأمراض الجهاز الهضمي المزمنة وهي أمراض مثل التهاب المعدة والقرحة الهضمية والإسهال المزمن وتليف الكبد واليرقان.
وأوضحت الدكتورة أنوار اللواتية “ننصح المصابين بالأمراض المزمنة بصورة عامة بضرورة استشارة الطبيب المختص وإجراء التحاليل اللازمة قبل الشروع بالصيام ففي مرض السكري هناك العديد من المعايير التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أثناء صيام المرضى المصابين بمرض السكري في شهر رمضان بشكل عام ليتمكنوا من صيام شهر رمضان بصورة آمنة، من أهمها استشارة الطبيب المعالج لمناقشة إمكانية الصوم والتغييرات المتعلقة بالأدوية، والحرص على قياس مستوى السكر بشكل متكرر أثناء فترة الصيام وبعد الإفطار كذلك، ومراقبة علامات وأعراض انخفاض السكر مثل الارتعاش، والتعرق أو الارتباك والتوقف عن الصيام إذا نزل مستوى السكر عن 4 ملمول/لتر، وتجنب ممارسة الرياضة العنيفة، والتوقف عن الصيام في حال ارتفاع سكر الدم بشكل كبير (أكثر من 16.6 ملمول / لتر)، والحرص على الاتزان في الوجبات الغذائية عند الإفطار والسحور واستشارة أخصائية التغذية في ذلك، والحرص على الالتزام بتناول وجبة السحور وتأخيرها إلى أقرب وقت قبل أذان الفجر، وتناول أكبر قدر من السوائل التي لا تحتوي على سكر”.
وأشارت الدكتورة إلى أنه ينصح غالبا بعدم صيام مريض السكر في الحالات التي يكون فيها مرض السكري غير مستقر وغير متحكم به، خاصة مرض السكري من النوع الأول، ومضاعفات مرض السكري المزمنة مثل الفشل الكلوي وأمراض الأوعية الدموية، لعدم قدرة المريض على إدراك حدوث نقص السكر في الدم لديه، والإصابة بنقص السكر في الدم بشكل متكرر، وكبار السن والأطفال المصابين بمرض السكري.
وتطرقت الدكتورة في حديثها إلى أمراض القلب والشرايين، فقالت: ننصح المرضى المصابين بأمراض القلب وانسداد الشرايين بضرورة استشارة الطبيب المعالج قبل الشروع بالصيام لتقييم حالتهم ومعرفة قدرتهم على الصيام من عدمه، فقد يكون للصيام تأثير إيجابي أو سلبي حسب نوع وحدة الحالة المرضية، ونخص بالذكر الأمراض التي قد يؤدي الصيام إلى مضاعفات مثل جلطات القلب الحادة وفشل القلب من المرحلتين الثالثة والرابعة والذبحة الصدرية غير المستقرة وغيرها من أمراض القلب.
أما عن أمراض الكلى المزمنة، فيجب على المريض مراجعة الطبيب المعالج للاستشارة والنصيحة قبل الشروع بصيام شهر رمضان المبارك، حيث تختلف حالة اعتلال الكلى لدى مرضى الكلى المزمن حسب مراحل المرض. وبشكل عام ينصح المصابون بمرض الكلى من الدرجة الثالثة فما فوق بعدم الصيام، وذلك لأن الكلى في هذه المرحلة تكون غير قادرة على الاحتفاظ بسوائل الجسم، مما قد يتسبب في قصور حاد في وظائف الكلى.
وقالت: نوصي بضرورة الاستمرار بتناول الأدوية الثابتة وفقا للتعليمات مع تجنب الأغذية المملحة أو الغنية بالصوديوم وكذلك المحتوية على السكريات البسيطة وتجنب الإكثار من المشروبات التي تحوي الكافيين من قهوة وشاي لأنها من مدرات البول والتي تسهم في زيادة خسارة السوائل من الجسم مما قد يؤدي إلى الجفاف ويؤثر سلبا على الكلية.