((عمان)): يسدل الستار مساء الغد على معرض مسقط الدولي للكتاب 2023 الذي شهد إقبالا كبيرا في دورته السابعة والعشرين، حيث توافد الناس للتجول بين أروقته واقتناء الكتب ومختلف الإصدارات، وصاحب المعرض مجموعة كبيرة من الندوات والفعاليات الثقافية تنوعت بين فعالية ثقافية وتراثية ومنوعة.
وحقق معرض مسقط الدولي للكتاب، حضورا لافتا بين جنباته، ولحضور الفعاليات المصاحبة التي تضمنت لقاءات مع مبدعين وكتاب ومفكرين وفنانين لتعزيز الدور الثقافي. كما شهدت الأيام الماضية توافد طلاب وطالبات المدارس في الفترة الصباحية، مع الفعاليات المصاحبة للأطفال في ركن الطفل ومشاركة الآباء برفقة أبنائهم لحضور الفعاليات.
ونظم مجلس الشورى جلسة حوارية عن المشاركة السياسية للمرأة في سلطنة عُمان بقاعة ابن دريد بمشاركة المكرمة الدكتورة عائشة بنت سعيد الغابشية، عضو مجلس لدولة وسعادة الدكتورة طاهرة بنت عبد الخالق اللواتية، عضو مجلس الشورى والدكتورة عهود بنت سعيد البلوشية، أكاديمية وباحثة والرئيس التنفيذي لمكتب دراسات المرأة والمجتمع وبشرى بنت يوسف الكندية، باحثة في شؤون المرأة ومدربة في مجال التمكين السياسي للمرأة وأدارت الجلسة الدكتورة أمل الجهورية باحثة مهتمة بقضايا المرأة والشباب.
وتحدثت المكرمة الدكتورة عائشة عن اهتمام السلطان قابوس -طيب الله ثراه- بالمرأة العُمانية منذ بداية النهضة المباركة وإعدادها من خلال التعليم والعمل في جميع المجالات حتى أصبحت مستعدة بعد ذلك للمشاركة في المجال السياسي، وأشارت إلى وجود العديد من الفرص للمرأة العُمانية ويبقى عليها أن تكون مستعدة وراغبة للدخول في المجال السياسي، وعلى خطى السلطان الراحل يواصل السلطان هيثم بن طارق حفظه الله ورعاه تقديم الدعم والاهتمام بالمرأة العُمانية ونحن كنساء عُمانيات نطمح للمزيد، وذكرت المكرمة إن إنشاء برلمان طلابي لطلاب المرحلة الثانوية في المدارس لرسم السياسات مع الإدارة سيساهم في زرع ثقافة مشاركة المرأة في المجال السياسي.
من جانبها؛ أشارت الدكتورة طاهرة إلى أن ظاهرة عدم التصويت للنساء في مجلس الشورى لها عدة أسباب اجتماعية ونفسية وعلينا البحث في هذه الأسباب بشكل معمق، وقالت اللواتية هناك نساء يمتنعن عن الترشح للانتخابات بسبب الخوف من الفشل، وذكرت الدكتورة عهود إن سلطنة عُمان آمنت بدور المرأة العُمانية في المجتمع ونحن الآن نحصد نتاج هذا الإيمان فجميعنا شركاء في عملية التنمية، وأشارت البلوشية إلى أن تواجد عدد قليل من النساء في مجلس الشورى يجعل باقي النساء لا يُقدمن على الترشح خوفًا من الفشل ومن هنا نحن نُشيد بالجهود التي بذلتها المرأة العُمانية في المجال السياسي، كما تطرقت إلى أهمية المجالس الاستشارية الطلابية في الجامعات ودور الإعلام للوصول إلى الفئة المستهدفة بطريقة مهنية وكذلك دور جمعيات المرأة العُمانية.
وتحدثت بشرى عن التحديات التي تواجه المرأة العُمانية للمشاركة في المجال السياسي منها اعتقاد البعض أن العمل في هذا المجال مقتصرًا على الرجال وهناك الكثير من الأسباب، وأشارت إلى أن أعضاء مجلس الشورى يبذلون جهودًا كبيرة ولكن تبقى الإشكالية في صلاحيات المجلس، كما ذكرت أن هناك الكثير من النساء الجديرات بالثقة في مجتمعنا العُماني ولكن لا يبادرن بالترشح وهنا يجب علينا أن ندرس هذه الظاهرة.
ورشة إبداعية للكتابة
وأقيمت الورشة التدريبية الإبداعية بعنوان “الكتابة الإبداعية المتقدمة في القصة القصيرة” قدمتها الدكتورة والروائية جوخة بنت محمد الحارثي.
وتناولت الدكتورة الحارثية مناقشة عدد من القصص لكتاب وكاتبات بالشرح ومناقشتها من حيث اسلوبها وكتابتها وسماتها.
وأوضحت أن شخصيات القصة يجب أن تكون منسجمة مع تصرفاتها في الطبيعة وينبغي أن تتحدث كل شخصية بالمستوى الذي يلائمها وغيرها من السمات التي تجب أن تكون عليها الشخصية في كتابة القصة، وعن الشخصيات النمطية والواقعية والخيالية، مع مراعاة عدم إرباك القارئ بكثرة الشخصيات في القصة القصيرة.
وحول الأسلوب أوضحت ان الأسلوب الجيد لا يعني استخدام الكلمات غير الشائعة ولكن استخدام الكلمات العادية بطريقة غير شائعة.
وتحدثت الحارثية عن زاوية النظر في كتابة القصة من حيث ضمير الغائب والمتكلم موضحة ان ضرورة أن تعطي وجهة نظر الغائب أن تعطي خطوطا متنوعة في القصة وتوسع عددا أكبر من الشخصيات، كما تمتاز وجهة نظر السارد العليم على تفسير الكاتب للقصة واتساع سياق الأحداث.. مشيرة إلى أهمية الدقة في الكتابة من حيث الموازنة بين دقة الحقائق وجموح الخيال.
وقدمت للكتاب بعض النصائح منها اكتب ما تمليه أفكارك، مع ضرورة التقليل من استخدام الصفات مع ضرورة جعل المقارنات دقيقة وصارمة والتذكر بأن تكون الحقيقة أغرب من الخيال.
قراءة في كتاب
وقدمت الدكتورة فوزية النهدي قراءة في كتاب الرواية النسائية العمانية “التحولات وسؤال الخصوصية والمضامين” للمؤلفة فاطمة العليانية، في قاعة ابن دريد.
وقالت الدكتور فوزية أن كتاب الرواية النسائية العمانية خرج من عباءة الصالونات ليجمع بين دفيته تسع أوراق عمل في قراءات متنوعة لمجموعة من الإنتاج الروائي لكاتبات عمانيات هن: بشرى خلفان، وشريفه التوبية، وعزيزة الطائي، وليلى عبدالله، وجوخه الحارثي، وهدى حمد، وزوينة الكلباني، ووفاء الفارسي.
وأشارت الدكتور أن ما يجمع هذه الأوراق: جدة الاعمال الروائية المتناولة بالدرس النقدي فالأعمال المتناولة تؤسس لمرحة آنية من الاشتغالان الأدبية وأيضا محاولة تحري المنهجية العلمية المرتبطة بمناهج النقد الحديثة، واحتواء هذه الأوراق على جملة من المصطلحات التي تنتمي لمنهجية المقاربة النقدية، والبسط في الجانب النظر للمنهجية المعتمدة للتحليل والتفسير لما يخص الجانب المدروس،وتعدد تعدد الأصوات النقدية في الكتاب فكل دراسة كانت لكل باحث مختلف، كما تعددت الرؤى والزوايا وطريقة العرض والمحاور التطبيقية الذي حرص عليه الباحثون، وتحري تحري العمق والمسائلة المدروسة في الجانب المدروس في الرواية.
وأضافت الدكتورة أن ما يميز كل قراءة الدراسة النقدية الذاتية والتي كانت بعضها رؤية أدبية تقصت بلغة قريبة بالشاعرية انطبع في ذاتها من خلال لغة الرواية وما اثرت به هذه الشخصية عليها وتقاسمت مع الشخصيات الراوي والرؤى والأفكار، وبعضها كان لسانيا تحرى وجود التقنيات الروائية.
توقيع الإصدارات
وقع عدد من الكتاب والأدباء والمؤلفين على عدد من الإصدارات، حيث وقعت الدكتورة هالة سمير على كتابيها بعنوان “كتاب مودة ورحمة في بيوت منورة” و”هو عصمة أمري” بدار مؤسسة قطر الندى للثقافة والإعلام والنشر، ووقع الدكتور محسن بن محمود الكندي على كتابه فجر الثقافة العمانية المعاصرة بدار رياض الريس، ووقع الكاتب علي بن جميل النعماني على كتابه بعنوان “عالم أزرق” بدار الفكر للطباعة والنشر ووقع الدكتور محمد اليحيائي على كتابة “الحرب” بدار عرب، ووقع الكاتب هلال الحبسي على كتابه الذي حمل عنوان “دول الخليج العربية” بدار رياض الريس، ووقعت الكاتبة ناتاشا بلانكرمان بدار رؤى فكرية على كتابها “كتاب 1001 صرافة لأناس من عمان وألمانيا”، ووقع الكاتب محمود حمد بدار مرايا للنشر والتوزيع على كتابه بعنوان “السفح ووجهي جبال الحجر”، ووقعت الكاتبة فاطمة سعيد الزعابي كتاب “فكرتي” بدار مسار الفكر للنشر والترجمة والتوزيع.