Image Not Found

هل تغريك العناوين أم تتبع قائمتك؟

عُمان: استطلاع- شذى البلوشية

تمتلك الكتب القدرة على الإغراء من النظرة الأولى، من شكل الغلاف، وتميز العنوان، إلى طريقة العرض والتسويق، وقد لا يقع في فخ هذا الإغراء، فلديه من التجربة والخبرة ما يكفي لاختيار الكتب وفق قائمة محددة وميزانية معينة، ولا يمكن أن تشكل العناوين العريضة، وحفلات التوقيع عامل جذب، أو تشتيت توجّه اختاره القارئ الزائر للمعرض.

وكما تختلف طريقة اقتناء الكتب، تختلف اهتمامات الزوار، فالبعض يأتي للكتاب، والآخر يأتي ليرى جمهور الكتاب، ويبقى «معرض الكتاب» شكلا من أشكال الحركة السياحية مختلفة التوجهات.

توجهت بالسؤال لعدد من الزوار، حول آلية اختيارهم لشراء الكتب، ومعايير ذاك الاختيار، وما إذا كانوا من فئة الملتزمين بالقائمة، أو المنجذبين لإغراءات العناوين والأغلفة.

تقول «عفراء المرر» من دولة الإمارات العربية المتحدة، التي رأيتها تدخل المعرض تجر وراءها حقيبة سفر، توجهت لها بالحديث، لأخبرها بأن هذه الحقيبة جذبتني لك وأنا على يقين بأنك محبة للكتاب، وكانت المفاجأة أنها جاءت من دبي فقط لحضور معرض مسقط الدولي للكتاب، وبادرتها بالسؤال، ألا يكفي معرض الشارقة للكتاب؟، فأجابتني بابتسامة وقالت: «لدي شغف وحب لمعارض الكتب، وهي تغريني في كل بلد، وأعتقد أن لكل دولة وبلد ما يميزها في المعارض، ومعرض مسقط له طابع مختلف، وبطبيعة الحال أنا أبحث وراء الكتاب، وأفتش على كل جديد، وما يتوفر في مسقط ليس بالضرورة أن يتوفر في الشارقة».

أدركت أني في حاضرة شغوفة بالقراءة التي قالت: «أنا قارئة نهمة، وأشعر أن معارض الكتب بيتي الثاني»، وشككت أن تكون تحمل قائمة للكتب، وهو فعلا ما أجابته، تقول: أنها تبحث عن العناوين وتقرأ في الكتاب الجديد، تأخذ وقتا طويلا في المعرض لاختيار ما تشاء من كتب، تركتها وأنا سعيدة بمثل هؤلاء القراء في هذا الزمان.

ويقول أحمد العمري أحد زوار المعرض: «سابقا لم أكن أضع أي قائمة لأي كتاب وبدون حتى معرفة محتواه، وإنما من شهرة الدار أو نوع الغلاف وجاذبيته، أما الآن فإنني لا اشتري كتبا بدون تحضير مسبق ومتابعة مراجعات للكتب التي أريد شراءها».

وأضاف العمري: “في السنوات الأخيرة صرت أميل لشراء الروايات العمانية لثقتي بها، وخاصة بعدما نال كتابنا ثقة القارئ العماني والعربي بعد فوز الدكتورة جوخة الحارثية بروايتها المترجمة للانجليزية سيدات القمر بجائزة البوكر العالمية، ونيل الكاتبة بشرى خلفان بلقب البوكر العربية لعام ٢٠٢٢ بروايتها الرائعة دلشاد، وهذي السنة يصل الروائي زهران القاسمي بروايته تغريبة القافر للقائمة القصيرة لجائزة البوكر ٢٠٢٣، أما الأغلفة فأصبحت لا تشدني أبدا، وإنما ما يحتويه الكتاب فقط، ولكن أبحث دائما عن الدار المتميزة في نوعية الورق المستخدم بالطباعة لآخذ نسخة الكتاب منه».

أما عائشة الهاشمية تقول: بأنها تضع قائمة، وقد لا تلتزم بها في الشراء، ولكنها تضع ميزانية مخصصة لشراء الكتب في كل عام، ولا تتجاوز القائمة، الاختيار معتمد على القائمة المكتوبة أو إغراءات العناوين في الأجنحة، وما يجبها له الناشرون.

ويشترك نبيل العبري معها في موضوع تجهيز القائمة، يقول: «القائمة تختصر الوقت والجهد، ولكن أتمنى أن يتم تحديث برنامج البحث حتى يسهل على الزائر إيجاد قائمته، لأننا نواجه مشكلة في بعض الأحيان، فالبرنامج يسهل عملية الانتهاء من القائمة، ومن ثم أملك الوقت للاطلاع على إصدارات جديدة، وأنا لا أكتفي بقائمة للكتب، ولكن أيضا لديّ قائمة للفعاليات». وعن قائمته كيف يضعها يقول: «آراء الناس حول الكتاب محل اهتمام، إضافة إلى محتوى الكتاب الذي يتوافق واهتمامي بالمجال نفسه، إضافة إلى المؤلف الذي له دور كبير أيضا في اختيار الكتب».

وتقول زينب اللواتية: أنها تأتي لمعرض الكتاب بشكل سنوي، جلّ اهتمامها اقتناء الكتب لأبنائها، فاهتمامها بالمعرض نصب على كتب الأطفال أولا، ومن ثم تبحث عن عناوين كتب جذابة تغريها للشراء، أما كتب الأطفال فهي تبحث عن المحتوى قبل اختيار الكتاب، وتقول: «أنا سعيدة وفخورة بالمؤلفات العمانية للطفل، أشعر أن هناك تطور كبير، واهتمام واضح من خلال المحتوى، وأغلفة الكتب والرسومات الموجودة، وتصاميم شكل الكتاب، ولم تعد الكتب العمانية أقل شأنا من الكتب الأجنبية».

وتحدث محمد التوبي عن اختياره للكتب الذي يكون عادة نتيجة ترشيح من أشخاص يثق باختيارهم للكتب، ويكون على ثقة أن الكتاب ممتاز ويستحق الاقتناء، أما في مسألة الشراء من خلال إغراء العناوين يقول: «لي تجربة في ذلك سابقا، عنوان الكتاب وحجمه شكل لي إغراء، ولكن المفاجأة كانت في المحتوى الذي لا يتعدى أن يكون للأطفال».