عُمان: كتبت – مي الغدانية
تتبنى الكثير من الحكومات اليوم خدمات الحوسبة السحابية لما لها من تأثير إيجابي من الناحية الاقتصادية من خلال المساهمة في نمو الاقتصاد الرقمي القائم على تدفق ومشاركة البيانات، حيث تساعد هذه الخدمة الحكومات على توجيه وتركيز وإدارة مواردها التقنية بكفاءة، وتطوير المهارات، وتوفير بيئة مناسبة للابتكار، وتعزيز نمو السوق المحلي.
وتسعى سلطنة عمان إلى الاستفادة من خدمة الحوسبة السحابية إلى تحقيق الكفاءة في استخدام الموارد التقنية المتوفرة لدى مختلف المؤسسات، ودفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال توسيع فرص السوق المحلية للاستثمار، والتنافس في تقديم الخدمة، وخلق فرص أعمال، وإنشاء بنية أساسية تقنية مركزية ومرنة قادرة على تلبية المتطلبات المستقبلية للتقنيات الحديثة، وترشيد الإنفاق الحكومي في توفير التقنيات المطلوبة للتحول إلى الاقتصاد الرقمي.
واتجهت المؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة إلى تبني الحلول التقنية الحديثة، ونظام الحوسبة السحابية؛ لتسهيل أعمالها وهذا ما أكدته خلال استطلاع صحفي التقت فيه “عمان” بأصحاب المؤسسات العمانية المشاركة في ملتقى استعرض أحدث الحلول التنقية في فرص الأعمال الذي نظمته الشركة العمانية القطرية للاتصالات أوريدو بمشاركة 50 مؤسسة عمانية صغيرة ومتوسطة.
وقال سعيد بن صادق اللواتي، مدير عام التسويق التجاري وحلول تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في أوريدو: نلتقي بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة لتقديم بعض الحلول التي قمنا بتصميمها خصيصا لهذه الفئة من الشركات من ناحية خدمات الإنترنت والهاتف النقال وخصوصا من ناحية تقنية المعلومات؛ لمساعدتهم في التحول الرقمي، وتبني الحلول الرقمية في مجال تقنية المعلومات والاتصالات.
موضحا أن من أبرز التقنيات الحديثة في القطاع هي الحوسبة السحابية وبعض خدمات مايكروسوفت، وهي من الخدمات الجديدة التي تم تدشينها قريبا، وتخدم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتساعدهم في إدارة أعمالهم اليومية، ولفت أنه زاد الإقبال على خدمات الحلول التقنية بسبب خطة الحكومة للتحول الرقمي، مشيرا إلى أن أهم التحديات في القطاع هو توجيه الأفراد في اختيار خدمات التقنية الصحيحة وعملية تبنيها في إدارة أعمال المؤسسات.
قليلة التكلفة
من جانبه، قال باسل المخيني مدير قسم تقنية المعلومات في شركة كروة للسيارات: إن الشركة تطبق الحلول التقنية الحديثة في خدماتها إلى جانب نظام الحوسبة السحابية، مشيرا إلى بعض التحديات التي تواجه الشركة في الدقم، مثل ضعف تغطية شبكات الاتصالات، حيث تم خلال الملتقى التوصل إلى حلول من بعض الشركات المحلية قليلة التكلفة عوضا عن الاعتماد على موردين من خارج سلطنة عمان. وأشار المخيني إلى أن الخدمات السحابية تعزز الأمن والخصوصية، كما أنها تقدم ميزات إنتاجية وتشغيلية واضحة بدلا من تخزينها في خوادم محلية أو على سطح المكتب. وقال علي بن سعيد الراشدي من مؤسسة معاونة إحدى المؤسسات العمانية الصغيرة والمتوسطة: إن مؤسسته اتجهت للعمل في قطاع التقنية والحلول الرقمية مؤخراً بجانب التجارة وصيانة المرافق والخدمات؛ نظرا للتوجه العالمي لهذا القطاع خاصة بعد جائحة كورونا، واستعرض خلال الملتقى أعمال الشركة في مجال التقنيات الحديثة والحلول الرقمية، مما أثمر عنه توقيع عقد مع شركة أوريدو لتمثيلهم في بعض الأعمال، لافتا الراشدي إلى أن مؤسسته تعمل بكفاءات وطنية شابة، مما نتج عنه كسب ثقة الشركات الكبيرة للدخول في شراكة مع شركات محلية وعالمية. ويخطط الراشدي مستقبلا في التوسع عالميا خارج نطاق سلطنة عمان، وتجويد خدمات مؤسسته، وكسب ثقة كبرى الشركات.
منافسة قوية
وبيّن بدر الرواحي مدير التشغيل في شركة الأعمال الحديثة أن هناك منافسة قوية في قطاع الشركات العاملة في الخدمات الرقمية والتقنية الحديثة، حيث اتجهت معظم الشركات لهذا القطاع نتيجة التوجه الحكومي إلى تحقيق خطة التحول الرقمي والإسراع في تطبيقها خلال الأعوام القادمة، مناشدا الجهات المعنية بتذليل الصعوبات، وتقديم كافة سبل الدعم للمؤسسات العمانية العاملة في خدمات الحلول الرقمية من خلال عقد شراكة وتعاون مع الجهات الحكومية؛ لتقديم الحلول الرقمية. وأكدت الزدجالية ممثله لشركة العمانية الخضراء أن تطبيق التقنية الحديثة في أعمال الشركات والجهات الحكومية تسهم في تسهيل وتسريع المعاملات للمستفيدين، وتقليل الأعمال الورقية، وتسهيل عملية البحث عن البيانات، وعمل تقارير الإدارية والمالية، وتسريع عملية اتخاذ القرارات للرؤساء التنفيذيين وبقية الموظفين الإداريين وتحديدا في مجال خدمة العملاء.
وترى الزدجالية أن تغطية شبكات الاتصال لا تزال بطيئة في مناطق عمان، وتأمل إيجاد حلول من قبل شركات الاتصالات العاملة في سلطنة عمان؛ لتقوية شبكات الاتصالات، وتسريع تطبيق الأنظمة السحابية بحيث تسهل دخول الأنظمة الإلكترونية بشكل آمن ومن أي مكان في العالم إلى جانب تقوية شبكات الاتصالات اللاسلكية.