أقامت المديرية العامة للخدمات الصحية في محافظة مسقط المعرض العلمي لمشروع وقاية، بالتعاون مع مجلس الصحة لدول مجلس التعاون. وقد سلط المشروع الضوء على دور الوقاية في درء مخاطر بعض الأمراض المزمنة أو المشاكل الصحية التي قد تكبر وتتفاقم إذا لم تعالج بالوقاية وهي في مهدها، فتخرج عن السيطرة، وتحتاج إلى جهود علاجية مضاعفة، ناهيك عما تسببه من ضغط على النظام الصحي وعلى موارده المالية.
وقد أبرز المعرض دور الوقاية في العديد من المشاكل الصحية كسمنة الأطفال، والسكري، وسلس البول للمرأة، وسكري الحمل وغيره، والخطوات الوقائية التي اتخذت من قبل المراكز الصحية للسير قدما في مشروعها كل مركز على حدة.
جهد مشكور ومقدر للمراكز الصحية بإشراف المديرية العامة والطواقم الطبية والصحية العاملة فيه.
وهذا يقودنا إلى الحديث عن الاستراتيجية العالمية للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها، التي وضعتها وأقرتها دول العالم من خلال منظمة الصحة العالمية، فقد وضعت رؤية للعمل تستند إلى ثلاثة محاور، وهي الوقاية وتعني التوقي من عوامل الخطر والحد منها. والمحور الثاني وهو الترصُّد أي رَصْد الأمراض غير السارية، وعوامل الخطر واستجابة النظام الصحي. والثالث وهو الرعاية الصحية، أي تقديم المعالجة للأشخاص الذين يعانون من الأمراض غير السارية ومن عوامل الخطر. ويشمل الإطار مجموعة من التدخلات الاستراتيجية التي تعهدت البلدان بتنفيذها للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها. وأساس هذه الالتزامات هو تنفيذ تدخلات فعالة جدًا من حيث التكلفة تدعى «أفضل الصفقات» بشأن الأمراض غير السارية، ويقصد بـ«أفضل الصفقات» أن تمنح سنة إضافية من الحياة الصحية بتكلفة تقل عن متوسط الدخل السنوي أو إجمالي الناتج المحلي للفرد.
فأفضل الصفقات مصطلح قابل للقياس المالي، مما يحقق أفضل استخدام للموارد المالية الصحية في البلاد.
إن مشروع وقاية أثمر نتائج طيبة وملموسة على مستوى العينات التي أخضعت له، وأتمنى أن يعمم على الجميع في جميع المراكز الصحية في البلاد.
