تعرضت بعض المؤسسات الصغيرة التابعة لرواد الأعمال في المنطقة إلى التعسّر والفشل خلال الفترة الماضية نتيجة للاغلاقات التي حدثت بسبب تفشي الجائحة كوفيد 19، وتراجع المبيعات والعمل اليومي مع الضعف في الأعمال التجارية بصفة عامة. وقد نتج ذلك لعدة أسباب أخرى منها تدني أسعار النفط العالمية وتعرض الأعمال التجارية لمشاكل سلاسل التوريد وغيرها.
وهناك اليوم معاناة كبيرة لحقت ببعض الشباب الذي أدار تلك المؤسسات سواء من العمانيين أو الخليجيين وغيرهم بسبب التحديات والمصاعب التي مروا بها، الأمر الذي أدى إلى زيادة مشاكلهم التجارية، والارتفاع في مديونياتهم تجاه المؤسسات المصرفية والمالية.
ويدرك الجميع بأن فكرة الفشل واردة في أي عمل تجاري سواء عند تأسيس المشاريع الضخمة أو الصغيرة والمتوسطة، إلا أن ما يميّز عمل رائد الأعمال المبتدئ هو أن أعمالهم الصغيرة لا ترتبط كثيرا بدراسات الجدوى العميقة، وإنما تعتمد على فكرة التحرك اليومي لأصحابها في تصحيح مسارات العمل والارتقاء نحو الافضل.
فالفشل أحياناً يؤدي إلى استيعاب دروس جديدة والعمل بصورة صحيحة، الأمر الذي يتطلب من أصحاب المؤسسات الصغيرة عدم فقد إيمانهم بالمشاريع التي يديرونها من أول مشكلة تواجههم، بل العمل على مواكبة البيئة التي يعملون بها، واتخاذ القرارات الصائبة، واستخدام الوسائل التكنولوجية التي يحتاجون إليها في العصر الحالي، مع مواكبة الابتكارات في عملهم. ومن المهم جداً أن يتواصل رواد الأعمال دراستهم العلمية إذا كانت متاحة لهم، بجانب عملهم لكي يطلّعوا على الأفكار الجديدة في العمل التجاري الذي يقومون به، والتواصل مع عملائهم ليستفيدوا من أفكارهم أيضاً. وعليهم دراسة المشاريع الجديدة للمضي قدماً خاصة إذا كانت مرتبطة في مجال عملهم الذي يقومون به.
فأصحاب هذه المشاريع من المؤكد أنهم سيواجهون صعوبات عديدة في مشاريعهم من البداية، ولكن من المهم أن تكون لديهم بدائل في مواجهة تلك التحديات في حال تعرضهم لبعض المشاكل، والعمل على معرفة منافسيهم وخططهم، وكيفية مواكبة الاعمال الجديدة في الخطوط التي يعملون فيها، مع التعاقد مع الشركات المماثلة للاستفادة من خططها. ومن المهم لرائد الأعمال أن يعمل على تكوين بعض الثروة ووضعها في الاحتياطي ليمكن له المواصلة حال تعرضه لأي هزة مالية، والتركيز على الأولويات بحيث يمكن له التحكم في المصروفات والاستفادة من خططه المالية والتسويقية. وينصح بعض الذين دخلوا في هذه المعمعة زملاءهم من روّاد الاعمال وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمشاريع الحرة بأن ينطلقوا في العلن عند مواصلة أعمالهم، والعمل على سرعة التنفيذ في تقديم الخدمات بحيث يقبل المزيد من العملاء على منتجاتهم وخدماتهم. وهذا ما يجعل تلك المؤسسات بأن تبقى مستدامة في الأعمال مهما تعرضت لبعض المصاعب والتحديات.
فالمثابرة المستمرة مهمة جداً لأصحاب هذه المؤسسات بالرغم من الظروف التي يمكن أن يمروا بها، مع ضرورة التعلّم وبسرعة أكبر من أجل مواكبة التطورات، والتركيز على الاستثمار المستمر في أنفسهم والعاملين لديهم من أجل بناء المهارات التي تستطيع القيام بواجبها مهما كانت ظروف العمل المحاطة بهم، والعمل من خلال الفريق الواحد الذي يدير تلك المؤسسات، بجانب زرع الطموح في أعضائه ليكونوا على استعداد للعمل في كل البيئات التي تهم أعمالهم وخدماتهم التجارية.