جميلة تلك اللقاءات التي تحمل هم المجتمع على مرارتها وألمها والأجمل منها ما كانت من أجل الإنسان الذي يعيش بين ظهرانينا على أنه يُصنف من ذوي الحاجات.
منتدى عمان لرعاية المكفوفين الذي كان تحت رعاية معالي السيد محمد سلطان البوسعيدي الموقر نائب رئيس المجلس الأعلى للقضاء وبدعوة الدكتور فؤاد جعفر الساجواني الذي عُقد في فندق جراند حياة- القرم ذهب شأواً بعيدا في مراميه أعاد إلينا شريط الذكريات التي قدح زنادها تاريخ مطرح عندما كان ” المبصرون” وأقول عن ” المكفوفين ” بأنهم مبصرون متمثلا بقول الأديب – أعمى يقود بصيرا- فإنهم عاشوا بيننا مبصرين.
هل نسينا با شعبان وزواجه من سميرة؟
هذا المكفوف حفظ القرآن عن ظهر قلب ودرس في الكتاتيب وأقام ” البرزنكيات ” وكفى نفسه مؤونة السؤال فافترش الأرض وباع الكتب على قارعة الطريق.
قبلته ” سميروه ” على حالته فعاشا معا سويا إلى آخر أنفاس عمريهما.
ولن ننسى إذ ننسى عبدالله درويش ودرباد خميس وعبدالرضا حسن ” حارب” ورقية الزعابية وعشرات من المكفوفين عاشوا متفاعلين مع الحياة فالمجتمع إحتضنهم على قسوة ظروف الحياة وقتئذ.
هؤلاء جميعا وعشرات من في مثل حالتهم لم يكونوا بمنأىً عن إهتمام الناس عاشوا بين ظهرانيهم ومارسوا أدوارهم بتكاتف المجتمع معهم.
اليوم ومع أدوار المجتمع المدني التي تنهض بالمسؤولية الإجتماعية منطلقة من قاعدة التكاتف والتعاضد فإنه حري بأن تؤدي هذه المؤسسات أدوارها الإجتماعية متعاضدة مع المؤسسات العامة وكم يكون الأمر رائعا عندما تتكفل العوائل منهم ليكونوا في مستوى أحد أفرادها.
لقد إسترعتني كلمة الدكتور فؤاد أشار فيها إلى أمر هام وهو التزاوج من هذه الفئة التي حُرمت من نعمة الباصرة.