Image Not Found

عالم ضياع الهوية والذات !!

Visits: 3

د.طاهرة اللواتية – عُمان

تواجه المجتمعات اليوم تحديات وجودية خطيرة، مثل إجازة الزواج المثلي في بعض الدول الغربية الفردي منه والجماعي، أو إقرار البيدوفيليا، أو الزواج بالحيوانات، كل حسب متعته.

أمر ليس بغريب عندما يعلى من قيمة الأنا الفردية ومتعتها على حساب بقية الاعتبارات كالأسرة الطبيعية المكونة من أب وأم وأطفال التي تعدها أغلب المجتمعات الدينية واللادينية هي اللبنة الأساسية لبناء المجتمع. هذا النوع من الزواج سيقضي على النسل البشري، وبالتالي سينتهي مستقبل البشرية، النقطة الأخرى التي بدأ الطب يعترف بها على استحياء، وهي أن هذا النوع من العلاقات المثلية يعرض الإنسان لطائفة من الأمراض الخطيرة، وأغلبها معدٍ وينتقل إلى الأسوياء، كما تنتقل الأمراض المعدية.

تخبرنا الصحف أن أطفالا صغارا في دول غربية يرفعون قضايا على والديهم؛ لتغيير جنسهم ويكسبونها، فكيف لطفل صغير لم يبلغ الحلم أن يحدد جنسه، وكيف لمراهق أن يقرر أنه يحتاج إلى تغيير جنسه، ولم تستقر بعد فورة هرموناته الذكرية أو الأنثوية أو يدرك هويته، ونلاحظ أن بعض الأطفال بعد ذلك يغيرون جنسهم مرة أخرى بالعمليات الجراحية، والعلاج الهرموني للعودة إلى هويتهم الأصلية، ويتربح تجار العمليات والأدوية الهرمونية، فهي تجارة تدر المليارات سنويا.

نشرت الصحف مؤخرا أن بعض الأطفال اشتكوا في المحاكم الغربية على آبائهم؛ لأنهم ينادونهم بمسمى الأنثى أو الذكر ؟ نقطة نفسية خطيرة جدا، فعندما يفقد الإنسان هويته أهو ذكر أم أنثى، وإنما يتأرجح البين والبين، فإن تأثير ذلك مدمر وقاتل على نفسيته، وبنائه لهويته الذكورية أو الأنثوية المستقبلية، فلا أدوار له واضحة في الحياة سواء رجل أو امرأة، فالاستقرار النفسي، ونمو النفس وتطورها يحصل بناءً على معرفة الإنسان لهويته سواء رجل أو امرأة، فإذا افتقد هذا الأساس الذي يبني عليه الإنسان ذاته وتقديره لها وثقته بها، لا يحصل البناء أصلا، ويعيش حالة ضياع الهوية، والتشتت النفسي والاجتماعي طوال عمره. فكيف لمن لا يملك هوية أو معرفة وتقدير للذات أن يستقر نفسيا، ويتعلم ويبني نفسه والمجتمع، ويتقدم ويزدهر بالحياة، وهو الهدف الأسمى لوجودنا على الأرض.

نحن اليوم بحاجة إلى تحصين مجتمعاتنا المحلية من هذا الوباء، وللمؤسسات الدينية والتربوية والثقافية دور كبير في التحصين، لذا فعليها أن تشمر عن ساعديها، وتضع الخطط الوقائية لتحصين الصغار والكبار معا.