العُمانية/ تعزز المواقع العُمانية المسجلة في قائمة التراث العالمي المقومات السياحية والتراثية في سلطنة عُمان، وتعمل على جلب الاستثمارات للقطاع السياحي بما يعمل على تمكين القطاع من تحقيق غايات رؤية (عُمان 2040).
وقالت ابتسام بنت عبد الله المعمرية مديرة دائرة التراث العالمي بوزارة التراث والسياحة: انطلاقًا من كون التراث هو الأداة الحقيقية لصنع الهوية والوثيقة الدالة على أمجاد الأمم وأسباب ازدهارها ومصدرًا مهمًّا للإلهام والاعتزاز بالفكر الإنساني، جاء حرص سلطنة عُمان للانضمام إلى اتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي في عام 1981، ما مهد لقيام السلطنة بترشيح هذه المواقع ذات القيمة الاستثنائية ليتم إدراجها في قائمة التراث العالمي، مبينةً أن هذا الحرص جاء أيضًا للعمل على إثراء التراث الثقافي وتعريف العالم بأهميته الثقافية والسياحية.
وأوضحت أن إدراج أي موقع على قائمة التراث العالمي يجعل الموقع يحظى بدعم واهتمام المجتمع الدولي، كما يمكّن الدول من الحصول على المساعدة في حماية تراثها وإصلاحه من خلال المساعدة المباشرة من قبل اليونسكو، وأيضًا الترويج السياحي للموقع من قبل اليونسكو على مستوى العالم لاستقطاب أعداد كبيرة من السياح لزيارته.
وأضافت أن المواقع العُمانية استوفت مبررات الترشيح من ناحية حفاظ الموقع على أصالته والإدارة والحماية المناسبة، كما تم تقديم تحليل يشمل مقارنة للموقع مع مواقع أخرى من نفس النوع بالإضافة إلى معايير محددة في المادتين (2،1) من الاتفاقية والتي تضمن أن يكون الموقع ذا قيمة عالمية استثنائية ومحافظًا على شرطي الأصالة والسلامة.
وأكدت أن المواقع العُمانية شاهدة على تقليد ثقافي أو حضارة لا تزال حية أو مندثرة أو يمثل نموذجًا بارز لمستوطنة بشرية تقليدية أو لأسلوب تقليدي لاستخدام الأراضي أو لاستغلال البحار ويمثل ثقافة معينة أو تفاعل بين الإنسان وبيئته.
من جانبه قال محسن بن مرتضى اللواتي أخصائي تراث بوزارة التراث والسياحة: إن موقع قلعة بهلاء بولاية بهلاء بمحافظة الداخلية يُعد أول المواقع التي تم إدراجها في القائمة وذلك في عام 1987 حيث يضم الموقع القلعة والواحة بما فيها أسواق تقليدية وحارات قديمة ومساجد أثرية داخل سور بهلاء.
وأضاف أن وزارة التراث والسياحة وقعت اتفاقية مع الشركة العُمانية الوطنية للتنمية السياحية (عُمران) تهدف إلى إدارة وتشغيل وتوظيف موقع قلعة بهلاء، ويعزز الموقع الاستثمار في القطاع السياحي نظرًا لما يتمتع به من جذب يتزايد بعد إدراجه في قائمة التراث العالمي خاصة وأن السوق يضم 186 محلًا بلغ عدد المأهول منها 154 كما تم ترميم 67 محلًا من قبل وزارة التراث والسياحة.
وأوضح أن الوزارة وضعت خطة لترميم سور بهلاء والذي يمتد مساره على مسافة 12 كم كمشروع ترصد له موازنة سنوية للقيام بأعمال تدعيم وترميم الأجزاء المتضررة منه حيث انطلقت الأعمال كمرحلة أولى 2021م بطول إجمالي يصل إلى 729 مترًا على الواجهة الأمامية المطلة على الطريق الرابط بين مدينة نزوى وبهلاء؛ على أن تستكمل أعمال التدخل لتدعيم وترميم السور بشكل سنوي.
وأردف أنه تم إدراج مواقع بات والخطم والعين بولاية عبري بمحافظة الظاهرة في عام 1988 والذي يمثل نموذجًا بارزًا لمستوطنات الألف الثالثة قبل الميلاد ويضم أكبر تجمع للأبراج والمقابر الأثرية المميزة لهذه الحقبة، وتعمل وزارة التراث والسياحة على إعداد خطة إدارة شاملة للموقع تراعي الجوانب التاريخية والأثرية والمعمارية.
وتابع: تم الانتهاء من ترميم برج الخطم الأثري ومن الأعمال الكهربائية وإنارة البرج والمنطقة المحيطة به ويتم العمل على تصميم اللوحات التعريفية، كذلك يتم العمل على مشروع استثماري يتمثل في إنشاء مركز زوار بات الأثري في موقع قريب من الموقع الأثري يتضمن عددًا من المرافق تشمل منطقة للصناعات الحرفية ومكاتب ومركز معلومات وآخر للوسائط المتعددة ومقاهي ومخازن.
وبين أيضًا أنه في عام 2000م تم إدراج مواقع أرض اللبان على قائمة التراث العالمي، والتي تقع في محافظة ظفار وتتمثل في (البليد ـ سمهرم ـ خور روري ـ وادي دوكة ـ الشصر)، مشيرًا إلى أن خطة إدارة الموقع تشتمل على المعلومات والبيانات المتعلقة بالجوانب الأساسية كالجانب التاريخي والأثري والمعماري والإطار القانوني والحدود والإحرامات، وتم خلال عام 2022 طرح مزايدات لاستثمار المقاهي (البليد وسمهرم وأوبار) وإقامة الأنشطة الترفيهية (البليد وسمهرم) وتم التعاقد لاستثمار موقع وادي دوكة.
وأكد أن الوزارة تعاقدت مع مؤسسة ريجولي الإيطالية (2022-2021م) المتخصصة في أعمال الترميم والتدعيم للمواقع الأثرية، لتنفيذ أعمال ترميم الأجزاء التي المتضررة من جرّاء الأنواء المناخية وذلك في موقعي البليد وسمهرم، حيث اشتمل نطاق العمل المحافظة على أصالة هياكل المباني قدر الإمكان أثناء أعمال الترميم والتدعيم.
والجدير بالذكر أنه في عام 2006 تم إدراج 5 أفلاج في قائمة التراث العالمي لمنظمة (اليونسكو)؛ اعترافًا بقيمتها الثقافية الاستثنائية، وهذه الأفلاج هي: دارس، والخطمين، والملكي، في محافظة الداخلية، وفلج الميسر في محافظة جنوب الباطنة، وفلج الجيلة في محافظة جنوب الشرقية، كما تم إدراج موقع مدينة قلهات الأثرية على قائمة التراث العالمي في عام 2018م حيث تحتفظ مدينة قلهات بكافة عناصرها على أرض مساحتها 35 هكتارًا، بالإضافة إلى مساحة مماثلة في البحر وتعد محمية طبيعية من مختلف جوانبها فمن الغرب والشرق تحيط بها الجبال والبحر والشمال حيث يوجد خور قلهات والجنوب حيث توجد بقايا سور دفاعي ضخم يمتد من الشاطئ عبر محيط المدينة حتى أعلى السلسلة الجبلية، وتم الانتهاء من ترميم ضريح بيبي مريم في 2021م، وعملت الوزارة أيضًا على ترميم أجزاء من المسجد الجامع في 2017 على أن تستكمل أعمال الترميم للمسجد في 2023م.