تروعنا أرقام وأعداد الذين هم على قائمة غسيل الكلى، مما يضطر وزارة الصحة للتوسع بزيادة أسرة الغسيل، أو استئجار هذه الخدمة من القطاع الخاص، أو العمل على زيادة عمليات زرع الكلى.
يقول الأطباء: إن أكثر خمسة أنواع من الأدوية تضر الكلى هي: أدوية الستاتين التي تقلل الكوليسترول في الدم، أما النوع الثاني فالمسكنات ومضادات الألم وتطول القائمة معها، والنوع الثالث أدوية المضاد الحيوي ومضادات الفطريات ومضادات الفيروسات، والنوع الرابع أدوية السكر. أما النوع الخامس فأدوية المعدة والحموضة.
من منا لا يتناول أحد هذه الأنواع في مرحلة من مراحل حياته، أو يبقى مستمرا على أحد هذه الأنواع طوال عمره، الجميع وربما الأطفال أيضا.
إننا بحق بحاجة إلى أن تنظم وزارة الصحة حملة وطنية لكيفية تناول هذه الأدوية بطريقة صحيحة، ومتى يجب تناولها، ومتى لا يجب، والتقليل من استخدامها في حالة عدم الحاجة الضرورية، وما الأدوية والجرعات التي قد تعزز بعضها البعض لتسرع الإصابة بالفشل الكلوي. وما البدائل الدوائية المناسبة، أو البدائل الغذائية لبعض الأمراض المزمنة كالسكري والكوليسترول للتخفيف من جرعات الأدوية إلى أدنى حد. ومن هم الذين الأكثر عرضة للفشل الكلوي، وكيف يمكنهم تجنبه قبل وقوعه، وغير ذلك من الأمور التي تستطيع الحملة الوطنية أن تقوم بها من خلال بحث أسباب الفشل الكلوي لدينا، ثم وضعها كأهداف تعمل الحملة على تحقيقها.
إن الحملة ستنشر الوعي المجتمعي اللازم للوقاية من الفشل الكلوي وتجنبه، وبالتالي ستساعد على تقليل حالات الغسيل والعودة بها للمعدلات الطبيعية.
وستعمل على الاقتصاد في استعمال الدواء واستخدامه بطريقة فاعلة، مما سيوفر من نفقات الدواء، والتوسع بالفوائض في جوانب صحية أخرى، كذلك ستعزز استخدام البدائل الغذائية اليومية للتقليل من الإصابة بالسكري والكوليسترول، وستعمل على نشر الوعي المجتمعي حول الدواء بشكل عام، فللأسف الكثير من المتعلمين يفتقدون هذا الوعي ناهيك عن بقية الفئات، وفي النهاية ستقل الإصابات الحقيقية، فغسيل الكلى معاناة ما بعدها معاناة، يفقد الإنسان معها الكثير من الراحة في الحياة أو بهجتها، فيصبح مصيره مربوطا بمصير أنبوب مزروع في ذراعه طوال عمره.