يتمنى كل شخص أن يتواجد اليوم بدولة قطرالشقيقة للاستمتاع بمجريات ألعاب كأس العالم التي تستضيفها هذه الدولة الخليجية لأول مرة في تاريخ الدول العربية، في الوقت الذي تتناقل فيه وسائل الإعلام المرئية تلكم المشاريع الضخمة التي أقيمت لتحقيق هذا الحلم منذ أن حصلت قطر على الموافقة على استضافة البطولة قبل أكثر من عشر سنوات مضت.
الأحداث الرياضية تتفاعل اليوم في الدوحة وبطريقة ديناميكية، في الوقت الذي لا ينسى فيه المرء تلك الاتهامات والتحديات التي واجهتها، بحيث لم تأت الحملات المغرضة والتشكيك والاتهامات من المسؤولين الأجانب فحسب، بل شارك فيها بعض المسؤولين والإعلام العربي في التأجيج والتهييج ضد قطر الشقيقة.
وكانت هذه الاتهامات تتعلق برشاوى المسؤولين القطريين لاستضافة هذه البطولة العالمية، ثم الحديث عن البنية التحتية الضعيفة للرياضة والملاعب، وتحوّل الموضوع إلى الحديث عن قوة النشاط اللوجستي ومدى توفرها، ثم التركيز على العادات والتقاليد المحافظة لهذه الدولة التي لا يمكن لها جذب هذا الكم الهائل من المشجعين والفرق الرياضية من مختلف دول العالم.
ومع مرور السنوات بدأت تتحوّل تلك الاتهامات لقضايا سياسية تتعلق بوفاة الكثير من العمالة الوافدة وحقوق الاجانب والزامها بالعمل في جو يتسم بالحرارة الشديدة لتنفيذ الخطط الرياضية وإنشاء الملاعب الضخمة، وتكملة البنية العقارية في وقت محدود ومعين لتستمر هذه الحملات حتى اليوم، فيما يترقب العالم افتتاح هذه البطولة بكل نجاح.
لقد دفعت تلك الاتهامات بعض كبار المسؤولين القطريين بالرد على معظم الاتهامات والاستفسارات المشنجة التي وردت من تلكم الاشخاص والوسائل الاعلامية ومن ضمنهم الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الذي تحدث مؤخراً عن بعض الأسباب التي تدعو البعض إلى مقاطعة كأس العالم والتي اعتبرها غير منطقية، مفنداً ما ذكرته بعض الصحف الأوروبية حول مشاكل العمالة الوافدة التي ساهمت في تنفيذ هذه البنية التحتية للرياضة والتي نتج عنها بعض الوفيات كما تَحدثُ في أي قطاع اقتصادي آخر.
لقد أصدرت دولة قطر منذ عام 2010 وحتى اليوم العديد من التشريعات منذ حصولها على شرف استضافة هذه البطولة، ومنعت عن ممارسة العمل القسري للوافدين، ودعت المنظمات الدولية للوقوف على هذه القضايا، وحددت الأجور الشهرية للعمالة الوافدة، بجانب توفير المعيشة الجيدة بحيث يمكن للجميع الاستمتاع بالحياة. كما خصصت مبالع لتعويض كل عامل من جراء أي ضرر لحق به من خلال صندوق خاص أسسته لهذا الغرض لدعم العمالة المتضررة من بعض الشركات القطرية التي واجهت الصعوبات المالية اثناء تنفيذ تلك المشاريع.
الحملات التي واجهتها دولة قطر لم تقتصر على ذلك بل كانت هناك حملات عنصرية ضدها من قبل بعض الحاقدين الذين نرى بعضهم اليوم يتحدثون بموجة جديدة ويشيدون بالجهود المبذولة في تحقيق هذه البطولة، بعدما أثبتت الحكومة القطرية بأنها أكملت تلك المشاريع الرياضية بالطرق التكنولوجية الحديثة ونجحت في تسويق هذا الحدث بكل كفاءة واقتدار فيما تعمل مع الدول الصديقة في مجال المحافظة على الأمن والأمان قبل وأثناء وبعد هذا الحدث الرياضي الهام، بحيث تصبح كأس العالم في قطر واحدة من أكثر الكؤوس أماناً في التاريخ على حد تعبير وزير الخارجية القطري.