كان خبر وفاته مؤلما ومحزنا ليس من جانب الأهلية الجامعة بين جدي لأمي حبيب الساجواني وجدتي رباب حسن الساجوانية فقد تخطى الحزن هذه الأواصر للرحم الذي نتساءل عنه بمقدار ما كان للحزن طريقا آخر تخطى هذا البيت.
الحاج رضا وجدان عاطفي متحرك وروح إجتماعية عالية.
عرفناه مذ أن تفتحت أعيننا، إذ ومع كل مناسبة دينية أو إجتماعية أو زيارة قريب فإن أقدامه كانت هي السباقة ليسجل الحضور في دفتر الحاضرين يتصدر قائمة الحضور وكأنه هو من دعى فلباه الآخرون.
بشاشة وجهه وطيب لسانه وسؤاله عن أناس قد إنقطعت أخبارهم عنه كان شغله الشاغل حتى عند اعتلال صحته فإنه كان يتابع أخبارهم ومن جمعته معه القربى أو الصداقة أو السفر أو التجارة أو زمالة صبا.
أما وحضوره في مساجد الله فقد كان حليسها يلهج لسانه بذكر الله بكرة وأصيلا.
صاحب القرآن والأدعية فلسانه منهما رطب يلهج بتلاوتهما آناء الليل وأطراف النهار.
ومع مناسبات شهري محرم وصفر كان يشارك العزاء الحسيني في أزقات سور اللواتية وفي أيام شبابه كان أحد أعمدة المنبر الحسيني الذي أسس لعزاء الحلقة ” البوشهرية” فهو الحسيني من الطراز الأول.
زار الحسين عليه السلام والأئمة من أبناء الرسول صلى الله عليه وآله مرات ومرات وفي كل مناسبة كان يلتقي بالمرجعيات الدينية وقد شاهدته غير مرة وهو يجالس السيد الخوئي رض في جامع الخضراء فكان للحاج رضا مكانة في نفس السيد رض ويناديه ب رضا وكأنه أحد أبنائه.
أتذكر والحديث عن السبعينيات أن السيد ” عالم ” حسين أسد الله الموسوي كان يحمله رسائل إلى النجف فيلتقي بمرجعياته ويأتيه بالأجوبة إذ كان محل ثقة السيد ” عالم ” وهو أحد تلاميذه عندما كان السيد ” عالم ” يدِرس الفقه واللغة العربية في مجلسه.
عاش آخر أيام عمره معتل الصحة قعيدا على كرسيه المتحرك لكنه لم يترك المسجد وسور اللواتية وهو يعاهد السبط الشهيد ع في إقامة شعائره وهو يمشط أزقات السور.
اليوم أزفت ساعة رحيله ومع رحيله طوى سور اللواتية صفحة أخرى من صفحات رجالاته.
لقد أوصى بأن يُدفن عند أمير المؤمنين عليه السلام في وادي الغري فقد شغفه حبه مذ يوم ولدته أمه حتى ساعة رحيله فهنيئا له هذا الجوار.