Image Not Found

سندات من أجل التوعية بالمناخ

حيدر اللواتي – لوسيل

يرى خبراء البيئة بأنه أصبح من الضرورة أن يتم رسم خرائط الأنشطة الاقتصادية عبر تحقيق الأهداف المناخية والبيئية والاجتماعية. ومن هذا المنطلق تتجه بعض دول العالم لإيجاد مؤسسات تمويلية غرضها توجيه مقدراتها المالية لقضايا البيئة والمحافظة عليها من أجل القضاء على أية صعوبات يمكن أن يواجهها الانسان في حياته. ومن إحدى تلك المؤسسات التي تهتم بالبيئة وقضاياها مؤسسة EIB “بنك الاستثمار الأوروبي” الذي تخصّص في إصدار سنداته للتوعية بالمناخ منذ عام 2007، حيث أصبحت تلك السندات الخضراء ذات أهمية متزايدة في توجيه رأس المال نحو الأنشطة الاقتصادية المستدامة، في الوقت الذي تعمل فيه الحكومات الاوروبية على إصدار التشريعات التي تتعلق بالتمويل المستدام لهذه السندات.

وتشير البيانات الصادرة عن البنك بأن إجمالي إصدار السندات الخضراء والاجتماعية للاستدامة بلغت قيمتها حوالي 2.2 تريليون يورو في العالم منذ أن برزت أهمية السوق المالي لمبادرة بنك الاستثمار الأوروبي قبل حوالي 15 عاما. وتلتزم تشريعات الاتحاد الأوروبي بشأن التمويل المستدام بدعم النمو الإضافي لقضايا البيئة على أرض الواقع.

لقد صدر أول سندات للتوعية بالمناخ في العالم في الخامس من شهر يوليو عام 2007. ووفق بيانات البنك فان هذه السندات تتيح مع الاستخدام المخصص للعائدات للمستثمرين تتبع تدفق أموالهم إلى الاقتصاد المستدام مما يعزز الشفافية والمساءلة والموثوقية وإمكانية المقارنة في التمويل المستدام. وتساهم تلك الاموال بشكل كبير في التخفيف من تغير حالات المناخ، وفي دعم مجالات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، والعمل على التعامل مع التقنيات المبتكرة التي تتسم بانخفاض الكربون في التعاملات اليومية، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تحقيق الأهداف البيئية والاجتماعية، وتجاوز التخفيف من آثار تغير المناخ ومنع التلوث ومكافحته للوصول الشامل إلى الخدمات الصحية، وفي مجال توفير المياه النظيفة وبأسعار معقولة، بجانب دعم المشاريع المتعلقة بالجائحة كوفيد 19 وبرامج التعليم والإسكان والغابات. واليوم يعد بنك الاستثمار الأوروبي أكبر مُصدر للبنك الإنمائي متعدد الأطراف للسندات الخضراء. وخلال السنوات القليلة الماضية من عام 2019 إلى 2022، نمت حصة هذه السندات من إجمالي إصدارات بنك الاستثمار الأوروبي من 7٪ إلى 27٪ وفق بيانات البنك، وذلك استجابة لطلب المستثمرين على السندات الأكبر والأكثر سيولة. وفي الذكرى الخامسة عشرة لإصدار أول سند أخضر فقد أعلن بنك الاستثمار الأوروبي في شهر مايو الماضي من هذا العام عن توزيع أول أرباح للتوعية بالمناخ بقيمة 4 مليارات يورو تستحق في 15 يونيو 2032.

ويرى رئيس بنك الاستثمار الأوروبي أن الأسواق المالية تلعب دورا رئيسيا في معالجة تغير المناخ وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق اقتصاد منخفض الكربون دون توجيه المزيد من أموال المستثمرين من القطاعين العام والخاص إلى مشاريع خضراء محددة بوضوح، وأن هذا الموضوع مرتبط أيضا في كيفية التصدي للفقر بجميع أشكاله إذا لم يتم توفير التمويل طويل الأجل للبنية التحتية المستدامة. فهناك ربط بين التمويل المستدام والمشاريع المستدامة التي تحوّل أموال المستثمرين إلى منفعة عامة من التعامل في أسواق السندات الخضراء والاجتماعية والاستدامة. ويمكن دراسة هذا النموذج في إيجاد مؤسسة مالية مماثلة في المنطقة الخليجية للقيام بهذه الامور والمساهمة وتويل المشاريع التي تهم قضايا البيئة.