مسقط “العمانية”: عكس جناح سلطنة عُمان في معرض بينالي البندقية للفنون 2022 بإيطاليا الإبداع والتنوع في المشهدين الفني والثقافي العُمانيين ويمثل فرصة فريدة للاحتفاء باللغة المشتركة للإبداع وإبراز الأجيال الفنية العُمانية المتعاقبة عبر تقديم أعمال فنية مجردة ومتناغمة.
وقال سعادة السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي وكيل وزارة الثقافة والرياضة والشباب للثقافة المفوض العام لجناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية للفنون 2022 إن مشاركة سلطنة عُمان ممثلة في وزارة الثقافة والرياضة والشباب للمرة الأولى في المعرض مثلت فرصة تاريخية للفنون العُمانية الجميلة لتقديم اللأعمال الفنية لرواد الفن العُماني المعاصر عبر أكبر مهرجان فني يعكس التقاليد الإبداعية للفنون الحديثة معززًا لأوجه التبادل الثقافي ومرسخًا للحوار الحضاري المشترك في المشهد الفني المعاصر.
وأضاف سعادته في حوار خاص مع وكالة الأنباء العُمانية أن تواجد سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون بقيمته الفنية العالية بين المهرجانات العالمية والجماهير التي يستقطبها يمثل فرصة فريدة لتقديم أعمال فنية مجردة ومتناغمة في الوقت ذاته، مستمدة عناصرها من الأشكال الطبيعية والعضوية التي تتأصل جذورها العُمانية من ارتباط الفنان ببيئته المحلية ويتجلى ذلك في أعمال الفنان حسن مير المستمدة من ولاية مطرح العريقة والفنانة بدور الريامية التي ركزت في تقديمها للعمل على الأحجار وتنوعها الفريد التي يشتهر بها الجبل الأخضر وجبل شمس وكذلك أعمال الفنانة راديكا كيمجي المستنبطة مقوماتها من كهف الهوتة.
ووضح سعادته أن الأعمال الفنية المقدمة بجناح سلطنة عُمان في بينالي البندقية الدولي للفنون نفذت كلها بأيدٍ عُمانية وتحت إشراف القيّمة الفنية على الجناح الدكتورة عائشة ستوبي إحدى الأكاديميات العُمانيات الرائدات في الفن المعاصر، فيما جاء اختيار الفنانين المشاركين ليمثلوا خمسة أجيال لمراحل مختلفة من تاريخ الفن العُماني المعاصر، الأمر الذي يعكس التطور الذي يشهده قطاعنا الثقافي.
وأكد سعادته أنه في المشاركات المستقبلية في بينالي البندقية الدولي للفنون سنسعى إلى إتاحة الفرص العادلة لكافة الفنانين العُمانيين للمشاركة تباعًا، كما سنسعى إلى تقديم الأعمال الفنية التي ترتقي بمستوى طموحات وآمال المشهد الثقافي لسلطنة عُمان عامة والفن المعاصر خاصة والمنافسة على حصد الجوائز الأولى في تلك المشاركات، مشيرًا إلى أن سلطنة عُمان تعتزم المشاركة في النسخة القادمة من بينالي البندقية للعمارة إذا ما توفرت السبل الكفيلة لذلك.
وأضاف: مشاركاتنا في هذه التظاهرة الثقافية ستدفع قدمًا من وتيرة تمكين الصناعات الإبداعية العُمانية ما سيمكّن المنتسبين للفنون المعاصرة تحديدًا من تطوير مهاراتهم وإيجاد مسارات واضحة للاستثمار في أوجه الثقافة لدفع عجلة التقدم والنمو الاقتصادي لسلطنة عُمان، تحقيقًا لما تم طرحه في محاور رؤية عُمان 2040م وتعزيزًا لدور سلطنة عُمان الدبلوماسي والثقافي الدولي.
وفيما يتعلق بإجراء الدراسات والبحوث في مجال الفن المعاصر على المستوى المحلي، قال سعادته: إن توثيق هذه المرحلة من عمر الفن في سلطنة عُمان هو أمر بالغ الأهمية وبالتالي فإنه سيتم التركيز على الدراسات والبحوث في مجال الفنون بشكل عام والفن المعاصر بشكل خاص في المرحلة القادمة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الاستراتيجية الثقافية.
وبيّن سعادته في ختام حواره أنه بعد انتهاء المعرض في نوفمبر 2022 ستتم إعادة الأعمال الفنية إلى سلطنة عُمان بحيث تتاح جماهيريًّا، وهناك خطة زمنية لنقل هذا المعرض بين بعض من المحافظات بحسب الجاهزية اللازمة لذلك؛ ليتمكن كافة المهتمين من مشاهدتها. مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن المتاحف العالمية تقوم بزيارات متتالية إلى البينالي لاختيار أهم الأعمال المعروضة في اللأجنحة الوطنية المشاركة لعرضها في صالاتها، موضحًا أنه سيتم التنسيق بين فترات عرض الأعمال الفنية العُمانية في الداخل والخارج في حالة قيام أحد المتاحف بطلب عرضها.