د.طاهرة اللواتية
[email protected]
صدف اني حجزت بعض الاغراض من السوق الصيني ، وتم الاتفاق ان يقوم سائق المحل بتوصيلها الى منزلي .
عندما اقبل السائق لاحظت رغم تحدثه بالعربية الواضحة الا انه غير وافد ، وبرفقته اثنان من العمال .
أوقف المركبة، وبقي جالسا فيها بأناقته وقيافته ، بينما مكيف المركبة يعمل رغم الجو الشتوي اللطيف في مسقط . قام على الفور العاملان بتنزيل الاشياء ،ونقلها داخل الدار ،وثم تركيبها في اماكنها المختارة . استغرق العاملان وقتا طويلا ، خلال هذه الفترة الطويلة لم يغادر السائق المركبة المكيفة لحظة واحدة ذات الزجاج المعتم ، ولم يدخل الى داخل المنزل حتى للاطمئنان على سير العمل ، الى انهى العاملان عملهما تماما ، وغادرا المنزل الى المركبة. هنا نزل السائق وتوجه الينا لاستلام المبالغ ،وتسليم الفواتير ، والمغادرة بمركبته بكامل الأناقة.
لفتني الموقف بشدة ؛ لسبب بسيط جدا ، وهو ان السائق العماني العامل في الشركات والمنشآت غالبا عليه شكاوى انه غير متعاون !! لأنه يفضل الجلوس في المركبة بدل ان ينزل ليساعد العمال او يتعاون معهم في التحميل والفك والتركيب ، وعندما يرفض لان ذلك ليس من اختصاصه، يقال بانه كسول او ” بطران” ولا يحب العمل وياخذ راتبا كبيرا !!
للحق الكثير من الاشاعات تنتشر حول العمالة العمانية ، ويتلقفها الناس بسهولة ويصدقونها ، بسبب كثرة وشدة تداولها ، وكأنها حقائق مسلم بها ، دون وضعها وضع البحث او الدراسة او التحليل الدقيق . وهذا يؤثر على الوسط الذي يعمل به العمانيون او يرغبون بالعمل فيه ؛ فالوسط هذا يصدق الاشاعات ، ويتعامل مع العاملين العمانيين بافكار سلبية مسبقة .مما يؤثر على سلامة بيئة العمل، ويجعلها عرضة لسوء الفهم والاختلاف والخلاف بفعل هشاشة الثقة من البداية .