Image Not Found

المنز ” پینگو” الذي تربينا فيه

د علي محمد سلطان

إحتفظت ذاكرتي ببعض صور تراجيديا حرائق مطرح ومنها حريق نازي مويا وجبروه في أبريل من عام 1964.
ففي الليلة التي شب فيها حريق نازي مويا كنت جالسا في هذا المنز ومعي بعض الألعاب جلبها والدي في أحد أسفاره.
دخلت علينا خالتي مذهولة حملتني على كتفها مهرولة إلى حيث بيت عمتي شيرين سلطان في سور اللواتية تبعنها أخواتي وباقي من في البيت فيما أمي كانت تحمل أخي الأصغر مني وكان رضيعا فأسرعت خطاها لملاذ آمن في واحد من بيوت الأقرباء في السور.
وعندما تم تقشيع باقي بيوت الزور والدعون كان بيتنا منها فقد أخذ نصيبه من التقشيع القسري تبعه إذن بالسماح بالبناء الثابت وفيما مضى كان ممنوعا.
بقيت ذكرى واحدة لذلك البيت السعفي هذا المنز ” الپینگو” وقد كبرت فيه حتى اشتد عودي وحينما رجعنا لبيتنا المقام على أثر بيتنا السعفي عاد معنا هذا المنز ولازمنا فهو كان كظل أمي وهي تنتقل من بيت وآخر في كامل عزها ورفيع شأنها.
غادرتنا بالأمس القريب وبقيت معنا ذكرياتها وعبق رائحتها الزاكية
ومحياها الألق وبقي “منزها” يحكي لنا حكاياتها التي شَنٌَفت أسماعنا فسردياتها كانت الأصدق والأبدع والأجمل.
اللهم ارحمها وآنسها في ملحودتها فقد إشتقت لرؤيتها والعيد قد قرب.