عُمان: تغطية – بشاير السليمية
تتواصل عروض مهرجان سندان لمسرح الشارع، والمقام في مدينة سندان الصناعية بحلبان وبالتعاون مع فرقة الدن للثقافة والفن، حيث قدمت مساء أمس الأول أربعة عروض مسرحية هي «ألوان الطيف» و« لمن» و«خطوط حمراء» و«حكاية الرجل الذي صار كلبا».
ألوان الطيف..عرض بهيج لافت
لفتت مسرحية «ألوان الطيف» الأنظار إلى أداء ممثليها الجميل، وتناغم الموسيقى الخلفية للعرض مع تفوق للأداء الصوتي الذي تميز به الفريق، خاصة مع تبادلهم للأدوار السبعة بين الحاكم والحكيم، والوزير، وقائد الشرطة، والحارس، والمواطن.
وكان هذا العرض من تقديم فرقة آفاق المسرحية إخراج ماجد العوفي، والنص من تأليف الكاتب المصري (محمود كحيلة)، وكان قد فاز بجائزة الهيئة العربية للمسرح عام ٢٠٠٩ م، ووصف النص بأنه رصين ومليء بالحكمة والفكرة، ومتفرد في تسلسله الدرامي وعبقرية حبكته.
قُدم النص في قالب كوميدي، وبسبع شخصيات هم الحاكم، والحكيم، والوزير، وقائد الشرطة، والحارس، والمواطن، حيث منحت كل شخصية من هذه الشخصيات لونًا من ألوان الطيف. وتبدأ القصة باقتحام المواطن لمجلس الحاكم ليقوم قائد الشرطة بطعنه، وقتله أمام أعين الحاكم الذي يطالب بتحقيق عادل لهذه المسألة بعد أن ينطق المواطن جملةً مهمة قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة: «أردت العدل»، فتدور على إثر هذه الجملة محكمة يشوبها تقلبات ومحطات لا تخلو من الكوميديا في سبيل إحقاق العدل الذي يبحث عنه المواطن المقتول. حيث تبدل الشخصيات أدوارها من مبدأ تبديل القبعات فيما بينها فيصبح الحكيم وزيرًا والحاكم مواطنًا، والمواطن قائدًا للشرطة ليحكم كل منهم حكمه في الجريمة الواقعة، ويبدو أن «القبعات» خيار آخر جيد كعنوان لهذا العرض.
وشارك في تمثيل العرض كل من: عبد الملك الشيزاوي، ومحمد السعيدي، ومحمد الجابري، وعبد الرحمن الهنائي، يعرب الرقادي، نبراس الشكيري، قصي الحارثي، وشارك في تصميم أزيائهم عبدالعزيز الجميلي، وفي الموسيقى محمود القاسمي.
وشاركت الفرقة بالعرض عام ٢٠١٨ في أيام بيت الزبـير المسرحية (دورة المسرح الدائري)، وتوّج بجائزة أفضل عرض متكامل، ثم سافر للمشاركة في ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي بنفس العرض، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في المسابقة.
وتأتي مشاركته في مهرجان سندان لمسرح الشارع بعد أن قدمته الفرقة قبل أسابيع قليلة في ممرات معرض مسقط الدولي للكتاب، حيث لاقى إشادة رائعة وتفاعلاً كبيرًا.
لمن..ثنائي رائع ودخول مدهش
استغلت فرقة مسرح الجامعة الألمانية الشارع فعلًا، إذ انطلق عرضها المسرحي «لمن» بدخول سيارة من طراز (بيكاب تويوتا تاندرا، ينزل منها الثنائي بطلتا العرض، رؤوم الفزارية وميرة الشيزاوية « يمين ويسار» اللتان شكلتا أداءً حركيًا ثنائيًا رائعًا. والنص للكاتبة فاطمة آل خليفين، فيما أخرج العرض خالد الخنبشي، وساعده في الإخراج الزهراء الهاشمية.
وبدأ العرض بلعبة يتنافس فيها العديد من الناس كجزء من حياتهم اليومية لكسب قوت عيشهم، حيث تتنافس «يمين» و«يسار» في هذه اللعبة، وقد وصل كلاهما لآخر مرحلة من اللعبة، وهي المرحلة التي ستحسم مصير كليهما، فالفوز لشخص واحد والجائزة لشخص واحد، حيث تعتمد إحداهما على الحظ، فيما تجتهد الأخرى لكنها تظلم في الأخير، قبل أن تقول جملتها: «الحظ مجرد كذبة يلفقها الخبيث ويصدقها الأحمق »
وشارك في تمثيل العرض فيصل العجمي، ومحمد الخالدي وهاني اللواتي، وشارك في الصوتيات مودة العزرية وأشواق العامرية، وفي الطاقم الإداري كل من المزن الكندية، وسلسبيل، وأحمد الريامي، ومودة العبرية.
خطوط حمراء..أعمى وأصم
تدور أحداث هذه المسرحية في محل خياطة بين أخوين أحدهما أعمى والآخر أصم، وقام بأداء الدورين عيسى القايدي، وأسامة الكويلي، حيث يحاول الاثنان فهم بعضهما ولكن يصعب عليهما ذلك. إلى جانب القيود التي تمنعهم من مُمارسة الأنشطة التي يُريدونها، كانا يعيشان بمعزل ومجهولا المصير. وكل ما يطمحان إليه هو أن يخرجا من هذا المثلث إلى حياة جديدة بلا قيد، والتحرُّر من كل ضابط، والتخلُّص من كلّ رقابة، ولو كانت تلك الرقابة نابعة من ذواتهم. كتب نص هذا العرض الكاتب هشام شبر، وأخرجه المعتصم السناوي، وسينوغرافيا العرض حسين الرزيقي.
الرجل الذي صار كلبا
اختتم عرض «الرجل الذي صار كلبا» عروض الاثنين، وهو من تقديم مسرح جامعة نزوى، ونص المسرحية أوزفالدو دراجون الذي يحكي قصة رجل يبحث عن عمل ليعيل أسرته، وينتهي به الحال؛ لأنه يعمل ككلب حراسة، نص كانت فيه الفنتازيا حاضرة، وقدم في شارع مدينة سندان في قالب كوميدي سلط الضوء على إذلال الإنسان لأخيه واحتياجاته رغم الصعوبات والمواجهات التي يمر بها لتحصيل لقمة العيش وإعالة أسرهم، ومن هنا تنطلق قصة العرض لشخص لا يجد عملًا، ويحاول أصحاب المصنع وغيرهم إعطاءه أقل من القليل من المال والطعام.
وأخرجت العرض مآثر آل عبدالسلام، فيما كان إعداد النص والحركة المسرحية لباسم بشرى، وتقمص الأدوار كل من عمر عبدالعزيز سلام، وإسلام أحمد علي، ويوسف الزدجالي، وثريا الزكوانية، وشارك في تصميم ديكور العرض بثينة الناعبية، وفي السينوغرافيا محمد أحمد علي، وفي تصميم أزياء الممثلين طيف الكلبانية.
وقد شارك العرض في العديد من المحافل والمهرجانات داخل سلطنة عمان وخارجها، وحصد (٢٤) جائزة محلية ودولية.