علي محمد سلطان
ثلاث صور لقهوتين من أشهر القهاوي عرفتها مطرح والسيب منذ الأربعينيات من القرن الماضي.
الأولى لقهوة الحاج خميس عبدالله ( چوك) على حواف خور بمبه وفي واجهة البحر ، وهذه القهوة قد تحدثنا عنها بالتفصيل وتم نشر المقال عنها في مجلة ( شرق غرب ) مؤخرا.
ففي الصورة شباب مطرح ومن الوجوه التي إستطعنا التعرف عليها :
مصطفى مالألله علي عبدالرب ( بالبانط والقميص )
أمين مصطفى محمد علي آل صالح ( بالبانط والقميص )
إقبال علي محمد عبدالرب
محمد الحرمي
وآخرون
هنا كان الملتقى وهنا كانت وكالة أنباء مطرح وساحة القهوة كانت تعج بالأنباء الآتية من ماوراء البحار وأخرى من مكتب الوالي وثالثة من التجار وأصحاب الرساميل والبضائع والسفن وباقي الأخبار فقد كانت تتعلق بهموم الشباب الذي بدا يتنفس في الهواء الطلق مع بداية العهد الميمون فهندامه لم يعد كسابق عهده، وطريقة لبسه للكمة تبدلت فغدت على إستايل( اللوفرية) ، كما أن الخنافس أخذت مساحة من خده الذي كان يلمع كإبريق فضة مع حلاقته عند المحسٌِن حسن الإيراني الذي أخذ في تلميع الخدود والوجنات بالمساحيق الإيرانية في الستينيات منافسا في حلاقته الحلاق( المحسٌِن) المعروف بابن يكا وپتان وقادر بخش والعنقودي.
هنا كان ( هايدپارك) مطرح، حيث النقاشات والرأي والرأي الآخر والإتجاه المعاكس والصفقات وأخبار العالم ، وكل ماهو مستجد في عالم الموضة والكماليات بعد دخول المال من موارد النفط.
وفي الجانب الآخر فإن الصورة الأخرى هي لقهوة سالم الغطامي( الگطامي ) على الشريط الساحلي لولاية السيب وعند سوق السيب القديم.
هذه القهوة وحسب علمي بها أنها من القهاوي الأكثر شهرة على كل الشريط الساحلي وصولا إلى الحويلات( الأسود ) حيث البوابة إلى دبي.
بينما كانت القهوة الثانية كانت على الشريعة في فلج العوهي بولاية صحار وصاحبها عبدالله الغاوي.
والثالثة للوالد رحمه الله وفي الحويلات( الأسود) وعند مدخل دبي وسيأتي عنها الحديث في حلقة مستقلة.
المطرحيون كانوا يتخذون من قهوة الگطامي إستراحاتهم ومكانا لتناول الطعام وهم يقضون عطلاتهم في السيب، حيث احسن المصايف وأجمل ساعات الإسترخاء والإستجمام من عناء العمل وخلال العطل والأعياد.
كانت السيب مكانا للقيا والتجمعات والإستجمام بطويانها الجميلة فكانت الطويان التي أتذكرها على كثرتها وللمطرحيين تحديدا طوي طالب محمد سعيد الزكواني وكيمجي رامداس في وادي العرش وجعفر باقر في زعفات وموسى محمد المعروف ب موسى لوك في البحائص والخنجي في البحائص( عند طوي موسى عبدالرحمن حسن وناصر لشكوه في البحائص وسالمين البلوشي في اللوامي ونوروك الكمباري في العريش وطويان أخرى للميامنة في البحائص وللعم محمد عبدالحسين داتاني في اللوامي وطوي ل لا لو رزائي في زعفات وفقير چاچا وحمود الميمني في اللوامي وللشيخ حمود وحمد الخنجري في اللوامي وطوي غلومي لجد محمد حسن بارزين وطويان أخرى لمحمد حسن هاشماني وتاول وكمال محمد داود وباقر عبدالرب فاضل وعشرات الطويان الأخرى لأهل مطرح.
كان شباب مطرح وهذه الصورة من المصاديق الشاهدة على الحالة يذهبون إلى السيب مع مساءات الجمع ومع العطلات ويقضون أوقاتهم على هذه الطويان ويستقلون الحافلات كما كان يحصل لبعض أعضاء نادي القادسية( النهضة فيما بعد) حيث هذه الصورة توضح بأنها للمنتمين إلى هذا النادي، وكانوا يخيمون في الوديان القريبة من البحر ويتجنبون الطويان على كثرتها ويباتون في المخيمات ومع ساعات الصباح يذهبون لطوي من الطويان ويستظلون تحت ظلال أشجارها الوارفة ويستلقون في أحواضها ويتناولون الطعام في قهوة الگطامي الذي إشتهر في إعداد المقليات من الأسماك الطازجة مع الرز( العيش ) والسمن العربي وأحسن أنواع العدس المحمص( الدال) مع الخبز التنوري( الإيراني ) وبعض الرويد والسح والفلفل العماني المدقوق.
كانت هذه القهوة مكانا لاستراحاتهم في ساعات العصر مع تناول الشاي.
وبقيت القهوة تعمل حتى الثمانينيات من القرن الماضي إلا أنها قد تحولت إلى مطعم متكامل يخدم الزبائن الذين كثر عددهم مع الزمن ولم تعد القهوة كما عهدها الناس مع بداية تاريخها.
د علي محمد سلطان
23/12/2018
[tie_full_img][/tie_full_img]
الصور الثلاث وردت من ألبوم الآخ مصطفى مالألله علي عبدالرب
الصاحب الأصلي لهذه المجموعة من الصور.