Image Not Found

جدل القرنقشوه

مشتاق بن موسى اللواتي

يبدو أن ” القرنقشوه ” موروث شعبي جميل يمارس من مجموعات من الاطفال في عمان و في بعض الدول الخليجية و في دول أخرى أيضا في ليلة النصف من شهر رمضان المبارك .
و لا يعرف بشكل جازم منشؤه التاريخي الاجتماعي .
و لا يعلم يقينا إن كان له أي منشأ ديني او غير ديني .
من ناحية أخرى ، لا نعرف إن كانت هناك دراسات “علمية ” رصينة جرت حول عدد من العادات و التقاليد الموروثة في المنطقة و منها عادة القرنقشوه ، بغية التعرف على مناشئها و خلفياتها الثقافية و البيئات التي تولدت فيها و طرائق انتقالها و التغيرات التي طرأت عليها مع مرور الأيام .
و ليس واضحا ان كان ارجاعها الى خلفيات دينية وثنية أو غير وثنية هو نتيجة دراسات علمية موثوقة أم هو مجرد تفسير قدم من بعض الباحثين من خلال ملاحظة أوجه الشبه بين بعض أشكال الفلكلور الشعبي في بعض المناطق المتاخمة ؟
على أنه يلزم النظر في المناهج التي تتبعها الدراسات الثقافية الاجتماعية في مثل هذه القضايا ، فإن بعضها قد تدرس شعائر عبادية دينية أصيلة لدى أتباع دين من الاديان السماوية ، نصت عليها كتب دينية سماوية ، فتقارنها الدراسات بطقوس أديان أخرى كانت سائدة في المنطقة ، و تلحظ أوجه الشبه بينها ، ثم تنتهي الى أن اللاحق منها زمانا قد أخذها من السابق و طورها !
و في العادة ، قلما تجمع دراسات ثقافية اجتماعية على نتائج موحدة في مثل هذه الموضوعات .
و حيث أن بعض الموروثات الشعبية لم توثق و يفقتد الدارسون لها الى مصادر أصلية و إلى وثائق و آثار تاريخية تلقي ضوء عليها ، فإن نتائجهم تأتي مختلفة و ربما متباينة .
ثم أن التقابس بين الثقافات و الحضارات هو من سنن الاجتماع البشري عبر التاريخ .
فليس كل تقليد وافد بالضرورة يكون محكوما بالفساد ، كما أنه ليس كل عرف أو عادة محلية المنشأ بالضرورة تكون صالحة و نقية .
و على صعيد آخر ، نتساءل : هل تبين عبر دراسة تاريخية محكمة أن خلفيات هذه العادة مرتبط بالاحتفاء بذكرى ميلاد الامام الحسن السبط عليه السلام ؟
ام أنه احتمال يرجحه بعض لوجود تزامن بينهما و لكونها مناسبة سعيدة حلت بالبيت النبوي و استذكارها يبعث على أجواء الفرح و السرور ؟
و كيف ما كان ، إن ما نعرفه و يعرفه كثيرون ان “القرنقشوه” تقليد جميل يمارس بشكل عفوي طفولي برييء من قبل مجموعات من الاطفال في مختلف الأحياء ، بحيث يضفي بهجة على الاطفال ، و يربط أجيالا عاصرته ، و ربما شاركت فيه في طور الطفولة ، بذكريات جميلة و رائعة تستحضر معها عبق الماضي الرمضاني الذي كان له مذاق مختلف حقا .
و المأمول من الجميع التأني و وضع الامر في سياقاته المعروفة ، و التعامل مع المحاولات التفسيرية التي تطرح على أنها تمثل آراء أصحابها ليس أكثر .
و لكل وجهة هو موليها .