Image Not Found

ميلاد الإمام السبط الحسن عليه السلام واحتفالات “قرانقشوه”

إرشاد بن موسى اللواتي

في السعي لتصوير مشهد ميلاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام لا غنىً عن تشخيص الشخصيات الرئيسية التي ارتبطت بذلك المشهد المبارك في شهر الله المبارك.
رسول الله وحبيب إله العالمين المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم هو أساس الشجرة المباركة شجرة أهل البيت. يليه ابن عمه ونفسه وباب مدينة علمه فارس الهيجاء أمير المؤمنين المرتضى علي ابن أبي طالب عليه السلام، وابنة رسول الله وبضعته التي إن أوذيت أوذي رسول الله سيدة نساء العالمين الزهراء الطاهرة البتول فاطمة عليها السلام، وسبطه المطهر سيد شباب أهل الجنة المجتبى الحسن عليه السلام.
بانحصار نسل رسول الله (ص) ممن رزق نصيباً من الحياة الدنيا في فاطمة الزهراء (ع) فقد وضع الله امتداد نسل حبيبه في ذرية الزهراء. فقد عاب بعض قريش رسول الله أن لم يجعل الله له ولداً يعيش فتحمل ذريته اسمه بين الذراري فوسموه بالأبتر، فرد أكرم الأكرمين في الذكر الحكيم “إنا أعطيناك الكوثر * فصل لربك وانحر * إن شانئك هو الأبتر”.
تتابع الخطّاب طالبين يد المطهرة البتول للاقتران فظهرت حكمة المولى تبارك وتعالى أن كان اقترانها قد قضت به السماء بمن كان أهلاً للاقتران بها فكان زفاف النورين يجمع بين المرتضى علي والزهراء فاطمة في بيت طاهر نبتت منه العترة المطهرة لتكون لها الذرية الطاهرة الشريفة منتشرة في ربوع وأصقاع الأرض.
بارك المولى عز وجل في زفاف النورين فسرعان ما أتحفه بحمل سيدتنا ومولاتنا الزهراء بالنور السبط الأكبر فكان مما أسعد مولانا رسول الله حتى أوان الولادة المباركة، فتابع رسول الله التقدم في الحمل وابتهج لميلاد سبطه المبارك الذي غدى بهجة كل المؤمنين. فأوصى رسول الله المؤمنين بأن يعدوا من أطايب المحليات مشاركةً في بهجته وأوصاهم بأن يرسلوا الصغار ويوزعوا الحلويات بينهم احتفالاً بالمولد الكريم للسبط الكريم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.
كانت المناسبة انتصاف شهر رمضان المبارك، وأصبحت مظاهر لمناسبة الاحتفال بمولد الإمام الحسن عليه السلام بالأهازيج الشعبية. وتحتفل الكثير من المجتمعات العربية الإسلامية في يوم 15 رمضان بما يطلق عليه الاسم الشعبي “قرانقاشوه” أو “القرقيعان” حيث ينتشر الصغار في الحارات السكنية منشدين أهازيج شعبية معروفة مرتبطة بالمناسبة ويطلبون ويتلقون الحلويات في بهجة وحبور.
وحتى عهد قريب ظلت هذه الممارسة مناسبة بريئة لاحتفال شعبي ديني يعد له الأهالي بتشكيلات شتى من الأغذية السكرية يتم توزيعها على الأطفال الذي يقرعون الأبواب فيستجيب الأهالي بالترحيب ويقدمون مما أعدوه. إلا أنه يبدو أن الانفتاح الثقافي قد سرّب بعض الممارسات الغريبة على الثقافة الإسلامية ألى مجتمعاتنا لتختلط عادات احتفالات من ثقافات ومجتمعات غريبة علينا في بعض ما توارثناه عبر الأجيال من مظاهر احتفالية لها مكانة دينية عالية. وفي نفس الوقت طغت بهجة الاحتفال على مناسبته الحقيقية فأصبح الكثير من الناس يواظبون على الاحتفال دون معرفة معناه والمناسبة المباركة التي أسس لها.
فحريٌّ بالمفكرين والدعاة المسلمين أن يتولوا نشر الأصول الصحيحة لتراثنا وثقافتنا ليعم الأجيال حتى تكتسي هذه المناسبة الاحتفالية وغيرها بالسمة النقية بعيداً عن ملابسات التلوث الثقافي بما لا نرضاه.
وحيث أن مناسبة ميلاد الإمام السبط الحسن المجتبى سيد شباب أهل الجنة عليه السلام في 15 رمضان تصادف الليلة المقبلة، فمن دواعي سروري أن أزف التهاني والتبريكات لكافة المؤمنين احتفالاً بيوم المولد المبارك الذي كان مصدر بهجة عظيمة للحبيب المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم. وكل عام وأنتم بخير.