Image Not Found

مبادرات شخصية استلهمت أفكارها خلال فترة الحظر

Visits: 444

عُمان- أجرت اللقاءات: وردة بنت حسن اللواتية

تبدأ مرة أخرى في الأول من شهر رمضان (خلال هذا الأسبوع) فترة الحظر، حيث سيتم حظر جميع الأعمال التجارية، وكذلك منع الحركة للأفراد والمركبات ابتداء من الساعة 9 مساء وحتى 4 صباحا، وينظر الكثيرون إلى الحظر نظرة سلبية، لأنهم لا يستطيعون الخروج من المنزل، وبالتالي يشعرون بالملل والضيق أيضا، ولكن بالمقابل هناك أشخاص استطاعوا أن يستغلوا فترة الحظر إيجابيا، وقاموا بتنمية مهاراتهم في مجالات متنوعة، وكذلك إفادة الآخرين من هذه المهارات.

ومن هذه النماذج عبدالله الرئيسي، حيث يقول: قررت أن أستغل وقت الفراغ خلال فترة الحظر والإغلاق للصالات والأنشطة الرياضية، وأستغل علمي ومهاراتي، في نشر الوعي الرياضي وكيفية ممارسة الرياضة خلال فترة الحجر سواءً باستخدام أدوات أو بوزن الجسم، خاصة إنني خريج تربية رياضية من جامعة السلطان، وأيضاً ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، وأنشر الوعي الثقافي الرياضي عن التمارين والتغذية الرياضية.

لذا قمت بالتعاون مع وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وكذلك جامعة السلطان قابوس متمثلة في عمادة شؤن الطلبة قسم النشاط الرياضي والثقافي، في نشر بعض الفيديوهات في حسابات وزارة الثقافة والرياضة والشباب وفي حسابات عمادة شؤون الطلبة بجامعة السلطان قابوس، وأيضاً في حساباتي الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، وكان التجاوب والتفاعل على المحتوى الذي تم نشره كبير جداً، حيث اكتشفت أن المجتمع متعطش لممارسة الرياضة ومحب للأنشطة الرياضية، ولكن البعض يجهل كيفية ممارسة الرياضة بأسهل الطرق حتى في غرفتك أو في فناء المنزل.

وأكد قائلا: لا يخفى على الجميع أن الحظر له سلبياته وإيجابياته، وقد تم اتخاذ قرار الحظر من قبل اللجنة العليا من أجل المصلحة العامة، ولكن الحظر يوفر لك كثيرا من وقت الفراغ، ويجب عليك استغلال هذا الوقت وإدارته بشكل صحيح، وهذا شيء ملاحظ ولله الحمد من قبل الكثير من الأشخاص، حيث انهم استغلوا فترة الحظر بطريقة إيجابية، وظهرت مواهب وإبداعات كانت مخفية.

وأنا شخصياً أصبحت أكثر نشاطاً في وسائل التواصل الاجتماعي، ونشر المحتوى الهادف في المجال الثقافي الرياضي، وعملت على التدريب الشخصي أون لاين، فيجب النظر دائمًا للجانب المشرق في كل شيء والابتعاد عن التفكير السلبي.
عمل خيري

ما تزال دارين بنت أحمد الحميدية طالبة في الصف التاسع، ولكن رغم ذلك فإنها استطاعت استغلال فترة الحظر في العمل الخيري، وكرّمت من قبل معالي ليلى بنت أحمد النجار وزيرة التنمية الاجتماعية، لأنها قامت بتخصيص عائد مشروعها لمساعدة الأطفال ذوي الإعاقة والمصابين بأمراض مزمنة والأسر المعسرة.

وتحكي دارين عن بداية مشروعها قائلة: الخياطة بالكروشيه إحدى هواياتي، وبسبب انشغالي بالدراسة كنت أمارسها فقط خلال العطلات الصيفية، لذا كانت فترة الحظر فرصة مناسبة لي لتنمية هذه الهواية، حيث قمت خلال هذه الفترة بصنع العديد من الدمى وغيرها من المنتجات.

ومن ثم جاءت فكرة بيع هذه المنتجات ليذهب العائد منها للجمعيات الخيرية، وخصوصا المعنية بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأمراض المزمنة، لأن الله سبحانه وتعالى انعم علي بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى، كالصحة والعافية والحياة السعيدة، وارتأيت من خلال هذا العمل التطوعي أنه طريقتي الخاصة لشكر رب العالمين على هذه النعم، وأريد أن أعطي ولو أشياء بسيطة للأطفال الذين يعانون بشكل يومي من صعوبات الحياة كالأمراض المزمنة، والحمد لله فإنه بسبب الدعم والتشجيع الذي أحصل عليه من المجتمع، فإن المشروع ناجع ومستمر، حيث اخصص وقتا يوميا لعمل المنتجات.

وتضيف دارين: الحياة سريعة، لذا انصح باستغلال الوقت لتحدي النفس، وتعلم مهارات جديدة أو تطوير مهارات سابقة لتطوير الذات، والأجمل أن تفيد فيها من حولك وخاصة الأطفال.

الثقافة

وبالنسبة للكاتبة هدى بنت حمد كان الحظر فرصة لتنفيذ مشروعها الثقافي المؤجل، وتوضح قائلة: لطالما كانت فكرة إنشاء قناة مُتخصصة في عروض الكتب تلح عليّ، ربما لأنّني ما أن أنتهي من قراءة عمل مُدهش حتى أشعر بشغف الرغبة في التحدث عنه. كنتُ آمل فعلا أن أتمكن من التحدث عن الكتب التي أظنها “ضد النسيان” ومن هنا جاء اسم القناة بالمناسبة، ولكن مشاغل العمل والعائلة والخوف من عدم الاستمرارية ظل يؤجل الفكرة عاما بعد آخر.

وفي السنة الماضية عندما جاء كوفيد 19، وجلسنا في البيت، وتسرب الملل إلينا والضجر، اقترح زوجي -وهو مهتم بالتصوير ومجرب في المونتاج والإخراج- قائلا: ” لمَ لا نستغل الفراغ ونبدأ” وفعلا بدأنا. ولدينا مكتبة كبيرة في المنزل، فأصبحت فضاءنا الذي اخترناه كاستديو نبث منه حلقاتنا.

وتابعت قائلة: لقد تسنى لي الوقت فعلا لإطلاق هذه القناة، وفي ظل وجود الشبكات الاجتماعية – وهي الوسيط الأكثر ملاءمة لهذا الزمن، وقدمت إلى الآن 28 حلقة، لكتاب محليين وعرب وعالميين. ولا أدعي أنّي ناقدة، ولكني أحاول تقديم آراء انطباعية عن الكتب التي تلمسني، والقناة كانت محفزا لي شخصيا أيضا لتغيير خط قراءاتي من الأدب، لصنوف مختلفة من الكتب الفكرية والعلمية، وبالطبع في البداية لم تكن لدينا الخبرة الكافية، وكنا نصغي للملاحظات ونحاول تجويد العمل في الأداء والصوت والصورة.
وتشير هدى قائلة: أظن أنّ الكُتاب والقراء هم أكثر حظا في كوفيد 19، لأنّهم يُقدرون معنى العزلة والبقاء لساعات متواصلة تحت إبهار الكتب اللافتة.

فواصل
بالرغم من أن عالية بنت عبدالله اللواتية لم تمارس الخياطة منذ أيام الدراسة، ولكن جذبها إعلان لدورة تطريز حر خلال فترة الحظر وتشجعت للمشاركة فيه، وتقول: رغم أن الدورة كانت عن بعد، لكن أحببت الأسلوب الممتع للمدربة وسهولة تنفيذ الغرز، لذا واصلت مشاركتي في دورات أخرى للتطريز، كما بدأت اعلم نفسي من خلال قنوات في اليوتيوب خاصة بتعليم التطريز، وفي النهاية تعلمت أكثر من 30 غرزة، وما زلت مستمرة في المشاركة في الدورات.

ولم يقتصر الأمر على دورات التطريز، ولكن بدأت أيضا أشارك في دورات لمهارات يدوية أخرى، كلف الورق، وتنسيق الهدايا، والديكوباج، وإعداد الفيديوهات للمناسبات، والزراعة المنزلية، وغيرها من الدورات، وجميعها كانت على ايدي محترفات عمانيات، وأغلبها عن طريق الواتساب، الأمر الذي ساعدني في تمضية ساعات الحظر في شيء مفيد، كما أن هذا جعلني التفت لقدراتي وأتعلم شيئا جديدا.

وتابعت: ومن ثم فكرت في استغلال موهبتي في التطريز لتنفيذ عمل خيري يدخل الفرحة في قلوب أصحاب الاحتياجات الخاصة، وبدأت أصنع هدايا بسيطة لهم، أيضا بدأت مشروعي الخاص (فواصل) لتشجيع الناس على القراءة أثناء فترة الحظر بدلا من التذمر من جلسة البيت وما يصاحبه من الملل والكسل، ومشروعي يعتمد على توفير فواصل كتب وزينة بأشكال متنوعة، كما صنعت فواصل من بعض الغرز التي تعلمتها.

وأكدت عالية قائلة: الإنسان في فترة الحظر يتوفر لديه الوقت الكافي لاكتشاف ذاته ومواهبه التي لم يدركها قبل فترة الحجر المنزلي، فكورونا برغم جميع سلبياتها منحتنا الوقت الذي كنا نبحث عنه قبل الحجر لاكتشاف مواهبنا ومواهب أطفالنا وتنميتها، فالأهم أننا نخرج من إطار أفكارنا وقناعاتنا القديمة، حتى نستطيع التكيف مع الواقع الحالي بإيجابية ونعيش بطمأنينة.

والآن هناك الكثير من الدورات المختلفة في وسائل التواصل المختلفة والإعلام المرئي، ولا تتطلب مجهودا بدنيا أو ماليا وبرسوم رمزية، ويمكن للشخص أن يشارك في المجال الذي يعجبه، وبعدها يقوم بتطوير نفسه وأخذ المزيد من الدورات، فالمسألة تعتمد فقط على المبادرة والمحاولة، وأحيانا نرى أننا لا نميل ولا نرغب في ممارسة وتعلم مهارة معينة، لكننا عندما نحاول ننجح ونبدع فيها.

تطريز
“كل شيء سلبي له ناحية إيجابية” هذا ما تؤكد عليه بدرية بنت سليمان الخروصية، وتقول: فترة الحظر تعلمت منها دروسا كثيرة، حيث عرفت قدراتي، واكتسبت ثقة في نفسي، لذا يجب أن نجرب ولا نيأس.

وتوضح قائلة: خلال فترة الحظر كانت تصلني رسائل حول دورات في التطريز والخياطة من خلال برنامج الواتس آب، فقلت لماذا لا أشترك فيها وأطور من مهارتي خاصة انه لدي خلفية بسيطة في هذا المجال، واستطعت من خلال مشاركتي أن أتعلم أشياء جديدة، وحرصت أيضا على مشاهدة فيديوهات عن التطريز في اليوتيوب، ومع تطور مهارتي حرصت على المشاركة في دورات متقدمة ودورات أخرى في التطريز بأنواعه، وكانت تجربة جميلة ومفيدة، وشجعت الكثير من النساء للمشاركة فيها، وصحيح أنه واجهتني بعض الصعوبات في تنفيذ بعض الغرز، ولكن مع الإصرار تعلمتها، وربما مستقبلا استغل هذه المهارة في تنفيذ مشروع تجاري.
وتابعت مضيفة: البعض ينظر إلى الحظر نظرة سلبية، ويتذمر بأنه لا يستطيع الخروج من المنزل ولا أن يزور أحدا، ولكننا يمكن أن نبحث عن شيء لشغل وقت فراغنا وتطوير أنفسنا، وبالتالي لن نصاب بالضيق من جلسة البيت.