Image Not Found

الشيبانية توصي بضرورة تطوير البرامج بما يتناسب مع الطالب لتحقيق التوافق النفسي

Visits: 429

أعدتها للنشر – وردة بنت حسن اللواتية

تعتبر المراهقة من أهم المراحل التي يمر بها الإنسان في حياته، فهي مرحلة مهمة في حياة كل فرد وقد تؤثر على حياته في المستقبل، ولأن المراهقة مرحلة حساسة فهي فترة عدم استقرار، حيث تحدث تغيرات سريعة تتم على المستويات: النفسي والفيزيولوجي والجنسي والإجتماعي.

ولهذا السبب قامت سامية بنت سليمان الشيبانية أخصائية إرشاد وتوجيه أسري بإجراء دراسة حول «الحاجات الإرشادية لدى المراهقين بمحافظة الداخلية في ضوء بعض المتغيرات»، حيث تقول: مشكلات المراهقين بحاجة إلى عناية واهتمام من المجتمع، والوقوف على أهم المشاكل والحاجات النفسية والاجتماعية والأسرية للمراهق، ونحن الآن نعيش في عصر يطلق عليه عصر القلق، وهذا كله ما يؤكد أن الحاجة أصبحت كبيرة إلى التوجيه والإرشاد، والتي هي من أهم الحاجات النفسية مثلها مثل الحاجات إلى الأمن والحب والإنجاز والنجاح.

حيث تعد فترة المراهقة من أشد الفترات الحياتية صعوبة، ففيها يتعرض الفرد إلى أزمات وصراعات داخلية وخارجية، وقد تؤثر عليه طوال حياته إن لم تجد الاهتمام والعناية من المحيطين به.

وجاءت هذه الدراسة للوقوف على الحاجات الإرشادية للمراهقين، وترتيبها، وماهيتها في متغيري الجنس والصف، حيث إننا نعيش في مجتمع معلوماتي يشهد الثورة المعلوماتية، والتكنولوجية، ولقد أثر كل ذلك على الحياة الاجتماعية والأسرية، فازدادت المشاكل والحاجات النفسية، والاجتماعية.

ومن واقع الحياة والحياة الأسرية في مجتمعاتنا، ومن خلال العمل في مجال الخدمة الاجتماعية، لاحظت أنه مع العولمة والمتغيرات الاجتماعية والثقافية زادت المشاكل والخلافات الزوجية، وكل ذلك يؤثر على الأبناء بمختلف مراحلهم العمرية والنمائية، من بينها مرحلة المراهقة والتي تعد من أهم المراحل كونها تتشكل فيها الهوية الشخصية، وأن أية مشكلة أو حاجة غير مشبعة قد تؤثر على الفرد والمجتمع سلبيًا، وقد تحتاج بعض الحالات إلى تدخلات إرشادية.

وذكرت: تتمثل أهمية هذه الدراسة في أنها تسلط الضوء على الحاجات الإرشادية التي يحتاج إليها المراهقون في ولاية أدم بمحافظة الداخلية من حيث ترتيبها وأهميتها لكلا الجنسين ، كما تساعد المختصين من الأخصائيين النفسيين والمرشدين النفسيين العاملين بوزارة التنمية الاجتماعية، وبالتعاون مع التربويين في المدارس، من وضع خطط وبرامج إرشادية خاصة لهذه المرحلة سواء كانت برامج وقائية أو نمائية أو علاجية.

وأيضا لفت انتباه القائمين في عملية التوجيه والإرشاد في المدارس الى ضرورة تطوير البرامج الإرشادية بما يتناسب مع الطالب في مرحلة المراهقة لتحقيق التوافق النفسي مع نفسه ومع الآخرين وإعداده للمستقبل بشكل جيد.

الأهداف

وأشارت سامية الشيبانية إلى أن الهدف الرئيسي من هذه الدراسة يكمن في التعرف على طبيعة وماهية الحاجات الإرشادية لفئة المراهقين في محافظة الداخلية، وينبثق منه مجموعة من الأهداف الفرعية، وهي: الكشف عن الحاجات الإرشادية للمراهقين في ولاية أدم بمحافظة الداخلية. والوقوف على مستوى وترتيب الحاجات الإرشادية للمراهقين وفقًا لنوعها من حيث الأولوية والأهمية. كذلك التعرف على الفروق في الحاجات الإرشادية ومحاورها للمراهقين التي تعزى إلى متغير الجنس. والتعرف على الفروق في الحاجات الإرشادية ومحاورها للمراهقين التي تعزى إلى متغير الصف.

وتم تناول البحث من خلال ستة محاور للحاجات الإرشادية وهي:
– الحاجات الأسرية: وهي الحاجة إلى الشعور بالتقبل والحب والدفء والحنان والاحترام من قبل أفراد أسرته، لبناء شخصية سوية متكيفة.
– الحاجات النفسية: وهي الحاجات التي تؤدي إلى حالة من الاستقرار والاتزان النفسي للفرد ويؤدي عدم إشباعها إلى توتر وقلق.
– الحاجات الاجتماعية: وهي الحاجات التي تتعلق بعلاقة الفرد مع الجماعة والأشخاص وغيره من أفراد المجتمع.
– الحاجات الدراسية: وهي الحاجات المتعلقة بالنجاح الأكاديمي، والتفوق في جو من الثقة والتفاؤل.
– الحاجات الاقتصادية: وهي الحاجات المتعلقة بوجود مصادر مادية تؤمن حاجات الفرد من المستلزمات المادية.
– الحاجات المهنية: وهي الحاجات المتعلقة بمساعدة الفرد على التعرف على إمكاناته وميوله ومواهبة؛ لتوظيفها في التعرف على المهنة التي تناسبه، وتحقق له التكيف السليم. (الرويشدي،2013)

ملخص الدراسة

وقالت الباحثة: النتائج أظهرت أن مستوى أبعاد الحاجات الإرشادية لدى عينة من طلبة الصفين التاسع والعاشر كانت جميعها في المتوسط، حيث حصل بُعد «الحاجات الأسرية» على أعلى المتوسطات، ثم جاء في المرتبة الثانية بُعد «الحاجات النفسية»، ثم جاء في المرتبة الثالثة بُعد «الحاجات المهنية»، وفي المرتبة الرابعة جاء بُعد «الحاجات الاقتصادية»، ثم جاء في المرتبة الخامسة «الحاجات الدراسية»، في حين جاء في المرتبة الأخيرة بُعد «الحاجات الاجتماعية».

كما توصلت النتائج إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الذكور والإناث في جميع أبعاد مقياس الحاجات الإرشادية يعزى لمتغير الجنس، ويظهر أن الفروق لصالح الذكور.
وتوصلت الدراسة أيضا إلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين طلبة الصفين التاسع والعاشر يعزى لمتغير الصف في جميع أبعاد مقياس الحاجات الإرشادية.
وتابعت قائلة: وقد خرجت الدراسة بعدد من التوصيات وهي:
تطوير برامج الإرشاد في محافظة الداخلية، وبنائها على أسس علمية نابعة من الحاجات الحقيقية للطالب وفقا لنتائج الدراسة وإجراء دراسات أكثر عمقاً للحاجات الإرشادية في المجالات المهمة التي توصلت إليها نتائج هذه الدراسة ، وتأسيس وحدة إرشادية من قبل وزارة التنمية الاجتماعية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم للكشف عن المشكلات التي يعاني منها المراهقون، ومعالجتها بما يتناسب وذلك لإشباع الحاجات والمشكلات التي تعاني منها هذه الفئات والتي تختلف وتتغير من زمن لآخر.

الى جانب ضرورة اهتمام أفراد المجتمع والأسر بمشاكل المراهقين، بالتعامل مع هذه الفئة، واحتوائهم وحل مشاكلهم بطرق تربوية سليمة ، وضرورة اهتمام كل من وزارة التربية والتعليم ووزارة التنمية الاجتماعية بفئة المراهقين وعمل برامج إرشادية موسعة وفقا لاحتياجاتهم.

وكذا تثقيف المراهقين والاهتمام بهم صحيا، وجنسيا، واجتماعيا، ونفسيا، وغرس المعايير والقيم الأخلاقية فيهم، وإشباع حاجاتهم، وتوجيههم وإرشادهم لمصاحبة الصحبة الصالحة.
كما اقترحت الباحثة سامية الشيبانية أنه في ضوء نتائج الدراسة، إجراء بحث مماثل للتعرف على الحاجات الإرشادية للموهوبين والمتفوقين لطلبة التعليم الأساسي، وكذلك إجراء دراسة ارتباطية لقياس علاقة الحاجات الإرشادية للمراهقين بمتغيرات مثل الأمن النفسي، أو التحصيل الدراسي، أو المستوى الاقتصادي للأسرة، أو السمات الشخصية.