Image Not Found

بإعادة فرزها وتدويرها – نفــايات تتحـــول إلـى صــدقات ومنتجـــات فنيـة

Visits: 72

استطلاع: وردة بنت حسن اللواتية – عُمان

بدأت تنتشر في المجتمع العماني فكرة فرز النفايات وإعادة تدويرها، وهي ظاهرة جيدة تدل على وعي المجتمع بأهمية وفوائد فرز النفايات، وحرصه على الحفاظ على البيئة. وتحولت الظاهرة إلى مبادرات منتشرة في مختلف الولايات والقرى. تتحول عبرها النفايات إلى صدقات بعد إعادة تدويرها كما يتحول بعضها إلى منتجات فنية.
وهناك الكثير من المبادرات المؤسسية وأيضا الفردية التي قامت بالاستفادة من هذه النفايات وتحويلها إلى شيء مفيد، أو إعادة تدويرها وإنتاج مشغولات فنية جميلة منها.

وللاقتراب من هذه المبادرات التقينا بـ د. شمسة الحارثية المديرة العامة لجمعية دار العطاء، حيث إن الجمعية لديها مبادرتان لتدوير المخلفات، الأولى هي جمع الملابس المستعملة، والثانية هي «كفاءة وعطاء».
وتقول د. شمسة الحارثية بالنسبة لمبادرة توزيع صناديق لجمع الملابس المستعملة، فإن هذه الفكرة موجودة منذ أن تأسست الجمعية في عام ٢٠٠٢ م، حيث كانت تجمع الجيد منها وبعدها يتم إعادة توزيعها على الأسر المتعففة المحتاجة، ومع مرور الوقت تزايدت أعداد الملابس التي تصل للجمعية، لذا تم التعاقد مع شركة محلية تجمع الملابس عن طريق حاويات خاصة بالجمعية، والموزعة في مختلف المحافظات والولايات بمحافظة مسقط، وتقوم بفرز الجيد منها.
كما تم تطوير آلية جمع الملابس من خلال تطبيق «عونك» الذي يتيح للمتبرع التواصل بشكل مباشر مع الشركة التي تمثل الجمعية في جمع الملابس، إذ يمكن للمتبرع التبرع بشكل مباشر بتوصيله للملابس لأقرب صندوق بجانب بيته، أو إرسال مندوب للاستلام منه، ويمكنه أن ينشئ حسابا خاصا به للتبرع في أي وقت يشاء.
وأضافت: يتم الاستفادة من هذه الملابس بعدة طرق، حيث يتم التبرع بالجيد منها للأسر المحتاجة، وأيضا بيع بعضها وصرف الريع العائد منه لصالح برنامج الأسر متمثلا في المؤونة الشهرية، وتوفير المستلزمات الضرورية من أجهزة إلكترونية وكهربائية، بناء وصيانة البيوت، والاحتياجات الطارئة التي تساهم في تعزيز حياة واستقرار الأسرة.
وتابعت قائلة: أما بالنسبة لمبادرة (كفاءة وعطاء)، فالهدف منها هو مساعدة الأسر المحتاجة بتوفير أجهزة تكييف لها صديقة للبئية، وكذلك ترشيد استهلاك الكهرباء، إذ إن الأجهزة التي يتم توزيعها تقلل من قيمة استهلاك الكهرباء.
وقد تم التنسيق مع شركة بيئة لسحب الغازات السامة من أجهزة التكييف القديمة، وإعادة تدويرها بشكل آمن للبيئة، حيث ستضمن «بيئة» التخلص السليم والآمن من المكيفات القديمة عن طريق توجيهها إلى منشأة تفكيك محلية معتمدة بطرق علمية وفقًا للقواعد واللوائح المتفق عليها، وتسعى بيئة إلى إيجاد الحلول المناسبة في إعادة تدويرها من خلال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

جمع الأوراق

من جانبها أشارت وفاء الشبلية مسؤولة القسم الاستثماري في فريق نداء الخير، إلى أنه يجب على كل جمعية خيرية تسعى لخدمة شرائح من المجتمع، أن تجد مصادر للدخل الثابت لتحقق الاستدامة في العطاء الذي تقوم بتقديمه إلى المستفيدين منها.
لذا دائما في فريق نداء الخير نتطلع إلى توفير مشاريع حيوية فيها استدامة وذات مردود مالي، ويعود ريعها لتغذية حساب الصدقات، ومنها تصرف هذا المبالغ لمستحقيها من الذين يتقدمون بطلب المساعدات من الفريق، ومن هنا جاءت فكرة توفير صناديق لجمع الورق.
وتابعت موضحة: عملية جمع الورق وإعادة تدويره لها مردود آخر يعود على البيئة، حيث نقوم بالمساعدة في تنظيفها من المخلفات، وتقليلها، وتحويلها إلى صدقات للمحتاجين.
ويتم الاستفادة من هذه الأوراق ببيعها بعد أن يتم جمعها من الحاويات التابعة للفريق والموجودة في أماكن مختلفة في ولاية بوشر، ومن ثم تباع بالأطنان إلى شركات تقوم بإعادة تدويرها، أو إعادة بيعها إلى شركات أخرى.
ويوجد لدينا 50 صندوقا كبيرا نجمع فيه الكتب والأوراق والصناديق الورقية، و30 صندوقا صغيرا في المكاتب والشركات لجمع الأوراق البيضاء والأوراق صغيرة الحجم. حيث عرضنا فكرة صنع صناديق الورق على شركة تنمية نفط عمان، وقاموا بدعم المشروع، وبعدها توسع الفريق في نشرها في عدة أماكن مختلفة.
وحول المعوقات التي تصادف عملية تدوير الورق، أجابت: لا يوجد بالسلطنة سوق كبير أو شركات متعددة لجمع الأوراق بحيث يكون هناك تفاوت في أسعار شراء المخلفات الورقية.
وبعض المتبرعين لا توجد لديهم ثقافة التبرع بالمخلفات الورقية، فالبعض منهم للأسف يقوم بخلط المخلفات الورقية مع المخلفات المنزلية، وبالتالي نواجه صعوبة في الفرز والتحميل، وأيضا يؤدي إلى هذا إلى تجمع القطط في صناديق الأوراق، كما أن بعضهم لا يقوم بوضع الأوراق داخل الصندوق ولكن بقربها.

منتجات فنية

تهوي نائلة اللواتية الأعمال الفنية اليدوية، وكانت تحتاج إلى علب لتخزين مستلزماتها الفنية، ومن هنا خطرت لها فكرة إعادة تدوير العلب والقنينات الزجاجية المستعملة بالبيت بدلا من أن تشتري علبا جديدة.
وأضافت: فكرة إعادة تدوير النفايات دائماً كانت واردة في ذهني لأنني أحب المحافظة على نظافة البيئة، وفي حياتي اليومية أحرص على إعادة استعمال الأغراض التي يمكن إعادة استعمالها، واقلل من استخدام الأغراض ذات الاستعمال الواحد.
وخلال جائحة كورونا صار الأطفال أغلب وقتهم يقضونه في المنزل، لذا بدأت اشغل وقت ابنتي ببعض الأعمال الفنية بالبيت، منها إعادة تدوير علب البطاطس المصنوعة من الورق المقوى وصنعنا منها حاملا للأقلام، ونزلت فيديوهات على الانستجرام الخاص بي لطريقة إعادة التدوير بالخطوات، حتى تكون في يد المتصفح متى ما أراد أن ينفذ أي واحد منها.
وسألناها عن المنتجات التي يتم إنتاجها من المخلفات، أوضحت قائلة: هناك أشياء كثيرة نستطيع أن نقوم بإعادة تدويرها، وبالتالي الإنتاجات تكون معتمدة على الشيء المستخدم والعمل الذي يرغب الشخص في صنعه، مثلاً: العلب الزجاجية الجميلة، وحامل الأقلام، والصناديق، وعلب معدنية مزينة، وطاولات صغيرة، والكثير من الأفكار المتنوعة.
وفي البداية لم يكن هدفي بيع هذه المنتجات الفنية وإنما كانت للاستعمال الشخصي، ولكن إذا كان العمل متقنا فحتماً سيكون هناك من يحب أن يقتنيه.

مراكز متنقلة لإعادة تدوير النفايات

تعزيزا لمفهوم فرز النفايات من المصدر، وكجزء من رؤية «بيئة» المتمثلة في صون البيئة، وحمايتها، أطلقت شركة «بيئة» مركزا لفرز النفايات في محافظة الباطنة، وذلك لتطبيق مبادرات إعادة التدوير، واسترداد قيمة المواد، والتقليل من كمية النفايات المنتجة، التي يُتخلص منها في المرادم الهندسية.
حيث تم تدشين مركز متنقل لإعادة التدوير في ولاية بركاء يتكون من أربعة أقسام وذلك لكل من البلاستيك، والزجاج، والورق، والكرتون، والعلب المعدنية، ويصاحب المركز وجود موظفين من شركة «بيئة»، والشركة المشغلة، من أجل نشر الوعي، وتعزيز مفهوم وفوائد فرز النفايات، وإعادة استخدامها، وتقليلها.
والمركز المتنقل عبارة عن حاوية بحجم 20 مترا مكعبا يتضمن الجزء الداخلي فيها حاويات مخصصة لكل نوع من النفايات المراد إعادة تدويرها، ويمكن تفريغ كل حاوية بشكل منفصل وتنقل إلى الوجهة التي تستغل هذه النفايات لإعادة التدوير.
وتعمل «بيئة» حاليًّا مع شركات محلية لإعادة تدوير هذه الأنواع من النفايات للمساهمة في التقليل من كمية النفايات المتجهة إلى المرادم الهندسية، وتوفير مساحات في المرادم الهندسية والمحافظة على سلامة البيئة، وذلك من منطلق دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة المحلية».