Image Not Found

للمرة الثانية: مهندس عُماني يتأهل لجائزة عربية في العمارة

Visits: 564

أثير – جميلة العبرية

أعلنت مؤسسة التميز وهي مؤسسة غير ربحية عبر موقعها الإلكتروني مؤخرًا القائمة القصيرة النهائية للمرشحين للفوز بالجائزة لدورة هذا العام والتي ضمت معماريين ومؤسسات من بينهم العماني المهندس علي بن جعفر اللواتي الذي تأهل للقائمة القصيرة للسنة الثانية على التوالي متنافسا مع معماريين من عدة دول (الإمارات العربية المتحدة، إيران، مصر، العراق، الأردن)

ويعمل علي بن جعفر اللواتي مهندسًا معماريًا بوزارة الثقافة والشباب والرياضة ويواصل دراسته العليا للحصول على مؤهل الدكتوارة حاليا بجامعة ليفربول بالمملكة المتحدة بتخصص العمارة، وهو أيضًا عضو بالجمعية الملكية للمعماريين البريطانيين وعضو بجمعية المهندسين العمانية، ويقوم بإعداد وتقديم برامج إذاعية ثقافية متخصصة بالعمارة عبر إذاعة سلطنة عمان منذ عام 2016.

وقال علي اللواتي في حديث لـ “أثير” بأن “جائزة محمد مكية للعمارة” هي جائزة سنوية تمنح إلى شخصية أو مؤسسة أسهمت في تحسين العمارة والبيئة المبنية بصورة مباشرة أو غير مباشرة في الفترة من (2017 وحتى 2021) وقد أطلقت الجائزة في عام 2014 في مئوية المهندس المعماري العراقي الدكتور محمد صالح مكية رحمه الله الذي أسس قسم العمارة بجامعة بغداد وكان أول برنامج أكاديمي مهيكل ومؤسس لتخصص العمارة في المنطقة العربية بعد الحرب العالمية الثانية، والذي كرّس حياته لتطوير العمارة من خلال كتاباته وأبحاثه وأعماله المعمارية والذي كان آخرها تصميم جامع السلطان قابوس الأكبر في مسقط الذي يُعد أحد روائع العمارة الإسلامية، كما أنها جائزة ضمن سلسلة جوائز معمارية تقدمها مؤسسة التميز كجائزة الإنجاز المعماري مدى الحياة، وجائزة مشاريع التخرج لطلبة العمارة، وجائزة الدكتور رفعة الجادرجي، وجائزة المرأة المعمارية.

وعن آلية الترشح أضاف اللواتي بأنها تتاح للمؤسسات الحكومية، وغير الحكومية، والجهات الأكاديمية، والمراكز الثقافية، والاتحادات والشركات المعمارية، والأفراد ممن لهم تأثير مباشر أو غير مباشر في تطوير العمارة والبيئة المبنية بما فيهم المهندسون المعماريون والمصممون والمخططون ويتم اختيار الفائز بالجائزة عن طريق لجنة تحكيم تضم معماريين من مختلف الدول ويعلن عن الفائز في نهاية العام.

وشملت البرامج الإذاعية التي قام المهندس بإعدادها برنامج (الهندسة المعمارية في عمان) في عام 2016 و(العمارة الدينية في عُمان) الذي تم بثه خلال شهر رمضان في العام نفسه، ثم أطلق برنامج (العمارة المستدامة) الذي استمر لأربعة أعوام منذ عام 2016 وحتى عام 2020 وبرنامج (العمارة الإسلامية) في شهر رمضان بالعام 2017 وبرنامج (صنّاع العمارة) في العام 2018 وبرنامج (حكاية مبنى) في العام 2019. وبينما كانت برامجه الإذاعية تُبث باللغة العربية، أطلق في العام 2019 برنامجا إذاعيًا باللغة الإنجليزية بعنوان (صوت العمارة)، يقوم خلاله بدعوة المهندسين المعماريين والمتخصصين بالبيئة المبنية للتحدث عن القضايا الملحة بالحقل، في سبيل نشر الوعي عند العامة وتوسيع مدارك المستمعين بالموضوع. لبرامجه الإذاعية جمهور في جميع أنحاء الشرق الأوسط، من سلطنة عمان إلى البحرين والمملكة العربية السعودية والعراق والأردن ومصر وهو أول برنامج إذاعي عربي وإنجليزي متخصص حول الهندسة المعمارية.

أما عن فكرة برنامج (صوت العمارة) فتعود لأسباب ما يوجد من تراث معماري ضخم في العالم العربي والإسلامي وما زال في حالة جيدة والعديد من المواقع والمباني المهمة لا يعرف عنها الناس ولا يتم توثيقها، ولدينا في سلطنة عمان أمثلة على الحارات والمستوطنات القديمة جدًا والتي تستحق أن تكون معروفة للعالم وللمهندسين المعماريين أنفسهم، كما أن هناك العديد من البعثات الاستكشافية والبحثية من الجامعات في الدول العربية والسلطنة، لكنها تبقى للباحثين وفكرة تكمن في تقديم العمارة وفنونها بطريقة مبسطة لجميع شرائح المجتمع والابتعاد عن النخبوية في الطرح.

وأضاف: يهدف البرنامج إلى التعريف بدور المعماريين خصوصًا المتميزين منهم وتعريف الناس بالعمارة الجيدة، ويكمن الإنجاز في كونه أول برنامج يوفر فضاء للنقاش بين المعماريين أنفسهم وللتواصل مع الجمهور بصورة مباشرة، مما يساعد في تقليل الفجوة بين المعماريين والمخططين وصناع القرار وعامة الناس.

وعن تنفيذ البرنامج يقول اللواتي: بداية التواصل جاء لتنفيذ البرنامج مع القائم بأعمال مدير إذاعة سلطنة عمان آنذاك هلال المشيفري وحظيت بدعم من مدير عام القطاع السمعي آنذاك سعادة محمد البلوشي الذي يشغل منصب وكيل وزارة الإعلام للإذاعة والتلفزيون حاليا، وبدعم من معالي وزير الإعلام معالي الدكتور عبدالله الحراصي وهناك بالطبع الجندي الخفي مخرج البرنامج حمد بن عامر الوردي الذي يعمل على هندسة الصوتيات والمؤثرات.

ويذكر اللواتي بأن الإعداد للبرنامج يتطلب تمضية ساعات في البحث عن المعماريين الذين قدموا أعمالا جيدة، وكذلك مواصلة الاطلاع عن الجديد في التخصص بشكل يومي ومتابعة مختلف المنصات والمجلات المعمارية المحكمة لغرض الإعداد للبرنامج، مضيفًا أن الصعوبة تكمن في الوصول للضيوف فبعضهم في دول أخرى ما يتطلب السفر لمقابلتهم وتسجيل الحوار “لذلك أقوم باستغلال فرصة وجود الفعاليات والمعارض المعمارية المختلفة والمؤتمرات في الدول الأخرى لحضورها وتسجيل حلقات هناك ثم بثها في السلطنة.”

وقد سافر المهندس إلى عدة دول كالأردن ولبنان والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وحاليا يقوم بتسجيل حلقات من مقر دراسته بالمملكة المتحدة ويسعى جاهدا للقاء معماريين أوروبيين والتواصل مع مختلف المكاتب الاستشارية في لندن والمدن البريطانية الأخرى، وكذلك زيارة الجامعات والمعاهد والجمعيات المعمارية وخلق تواصل بين المعماريين في أوروبا والشرق الأوسط.

كما كللت جهوده لاستضافة بعض كبار المعماريين مثل المعماري رفعت الجادرجي والمعماري باتريك شوماخر الرئيس التنفيذي لمكتب زها حديد، والمعماري معاذ الألوسي والمعماري الشهير راسم بدران في الأردن وعدد كبير من المعماريين من مختلف الدول.

ويطمح علي بن جعفر اللواتي إلى نقل البرنامج الإذاعي ليكون برنامجا تلفزيونيا في العمارة مرتبطًا بالجانب البصري، ويرى من الأهمية تقديم برنامج على مستوى يناسب الغنى المعماري الذي تزخر به السلطنة والمنطقة العربية، فالنماذج المعمارية في عمان لا توجد في أي مكان آخر في العالم الإسلامي وتستحق تقديمها للعالم والناس والتعريف بالسلطنة من خلال تراثها المعماري المتفرد والمميز بها، كالمساجد العمانية القديمة والمعروف بـ(البومة) وهي قبة صغيرة لا نجدها إلا في المساجد التقليدية بالسلطنة.