Image Not Found

جائحة كورونا والتعليم عن بعد

Visits: 16

حيدر اللواتي – لوسيل

هناك العديد من القضايا الاقتصادية والاجتماعية ينتظرها الناس لمتابعتها والاهتمام بها بعد انتهاء فترة الصيف الحالي مع استمرار كارثة فيروس كوفيد 19 في العالم، في الوقت الذي لا يوجد في الأفق أية بادرة أو إشارة تفاؤل بانتهاء الفيروس قريبا.

كل مسؤول سواء في المؤسسات الحكومية أو الخاصة لديه تساؤلات عن الحياة التي تنتظرنا بعد هذه المرحلة. وأول هذه القضايا هي مسألة تعليم الأطفال بالمدارس المعتادة، وهل سيكون التعليم متاحا من خلال المباني والمؤسسات المعتادة، أم أنها ستتحول إلى طريقة إلكترونية جديدة عن بعد. فمن الصعب على الأسر والأهالي بأن يوافقوا على إحضار أطفالهم إلى تلك المباني التي اعتادوا توصيلهم في السنوات الماضية خوفا من أن يصابوا بفيروس كورونا. وهذا يجعل الكثير من العائلات في دوامة التفكير حول مستقبل أبنائهم، خاصة ممن لا يملكون أجهزة لاب توب والأجهزة الفنية الأخرى التي يمكن من خلالها تقديم فصول التعليم من خلال التطبيقات الجديدة كزووم مثلاً أو ما شابه ذلك. فليست كل العائلات في العالم غنية ولديها موارد مالية كبيرة لشراء الأجهزة الإلكترونية الحديثة للتعليم، كما أنها لا تريد أن تربط منزلها بخط توصيل الإنترنت لرفع المصاريف الشهرية على كاهلها. ومثل هذه القضايا تحتاج إلى مخارج وحلول تتناسب وقدرات أفراد المجتمع ليتمكن كل طفل من الحصول على قدر من العلم في هذا الزمن الذي ينتشر فيه الوباء بقوة في الكثير من المجتمعات.

اليوم يتساءل الناس عن كيفية التعامل ومواصلة العمل مع استمرار هذه الجائحة سواء في أثناء التجمعات الأسرية أو في المؤسسات التي يعملون بها، أو عند افتتاح دور العبادة، أو أثناء تجمعهم في المؤسسات أو الأندية والصالات الرياضية، وحتى عند مراجعتهم وزيارتهم للأقارب في المستشفيات والمراكز الصحية. فقد دفع فيروس كورونا المسؤولين في العالم بالبحث عن السبل الكفيلة للتعايش خلال المرحلة المقبلة سواء للتنقل في وسائل النقل والقطارات والباصات والطائرات سواء بغرض الأعمال أو التجارة أو السياحة أو لحضور الاحتفالات الجماعية كعقد القران والزفاف وغيرها من الأمور والالتزامات الأخرى.

فبالنسبة لتعليم الأطفال، فإن بعض الخبراء يرون أهمية الاستمرار في عملية التعليم والتدريب للأطفال من خلال اتباع طريقتين، وهي الاستمرار من خلال الدراسة المعتادة في المدارس التي اعتادوا عليها، مع إدخال النموذج الجديد وهي الدراسة عن بعد، أي أن تُعطي الأهمية للجانبين، مع ضرورة إعادة النظر في المناهج التعليمية وترتيبها، وطريقة تدريسها. فليس من المناسب أن يبقى هؤلاء الأطفال محرومين من الذهاب إلى مدارسهم وكلياتهم وجامعاتهم. ولكن نظرا لإغلاق المؤسسات التعليمية فإن المتاح هو التعليم عن بعد كنموذج جديد للأسر والطلاب والكادر التعليمي، على أن تتم دراسة النتائج الإيجابية والسلبية لهذا النوع من التعليم الافتراضي إذا استمرت الجائحة لفترة طويلة وتطلبت الحياة من الحكومات بتبني هذه المشاريع في التعليم.

وعموما فإن هذا النوع من التعليم يعني فقدان العلاقة التي يجب أن تكون ماثلة أمام أعين الأطفال وهي لقاءاتهم الحية مع الأساتذة ونظرائهم من الطلاب الآخرين، وتكوين صداقات جديدة تستمر أحيانا إلى نهاية عمر الناس. فالتعليم يقوم على أساس علاقات حية تربط بين المعلمين والطلاب وليس عن بعد.