Image Not Found

مجلس الخنجي يتناول موضوع إدارة الأزمات والكوارث: جائحة كورونا كأنموذج

Visits: 24

تغطية: د. حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس الخنجي عن بعد عبر تطبيق زووم الدكتور زكريا بن عبد القادر إسماعيل الخنجي المدير العام ورئيس مجلس إدارة مركز الخنجي للحلول المتقدمة بمملكة البحرين للحديث حول موضوع بعنوان “إدارة الأزمات والكوارث: جائحة كورونا كأنموذج.” بحضور عدد من رجال الاعمال والمهتمين لهذه القضايا. وتركزت محاور الجلسة على عدد من النقاط شملت التعرف على الفيروسات وفيروس الكوفيد-19، والحديث عن الكوارث وكيفية ادارتها، ومراحل تطور ادارة كارثة جائحةالكورونا، وكيفية التعايش مع فيروس كورونا .

بدأ الدكتور الخنجي حديثه بالقول بأنه في علم الكوارث والازمات لا توجد كارثة تشبه كارثة أخرى، وإن كان السبب متشابه، ولذلك فان طريقة إدارة كل كارثة تختلف عن الأخرى، مشيراً إلى أنه في إدارة الكارثة او الأزمة، فان الحلول ما هي إلا جزء واحد من الادارة، وفي مثل هذه الحالات علينا أن نتعرف على السبب الحقيقي الذي يؤدي إلى نشوب الكارثة بهدف التحكم والسيطرة عليها بصورة تكاملية، موضحاً أن إدارة الازمة تختلف عن إدارة الحلول، باعتبار أن تشخيص أية مسألة يمثل 50% من الحل.

ثم عرج بالحديث عن جائحة كورونا التي نعيشها اليوم والفرق بين الفيروسات والبكتيريا، موضحاً أنه من خلال المختبرات يمكننا أن نتعرف على نوع الفيروسات خاصة عند استخدام المجاهر الضخمة والمجاهر الضوئية، والالكترونية التي تضخم الخلايا بأضعاف اضعاف. وقال بأن البكيتريا تسبب الكثير من الأمراض مثل السل والكوليرا والطاعون والتهاب السحايا والتسمم الغذائي، أما الفيروسات (كوفيد 19) فانه يعود إلى الأمراض التي تسببها انفلونزا الطيور والخنازير والايدز ولها أشكال عديدة، موضحاً أننا نتعامل مع مخلوق، ولكن ليس مع كائن حي، الأمر الذي يدفعنا إلى طرح السؤال: كيف يستطيع هذا الفيروس أن يسبب تلك الامراض؟؟ وكيف تتضاعف هذه الفيروسات.

وقال أن الفيروسات خطيرة جدا مثل (كوفيد 19)، فالانسان المصاب به وبعملية العطاس يخرج منه الرذاذ بكميات كبيرة وتحوي ملايين من الفيروسات في نقطة واحدة، وتدخل إلى اجسام الآخرين بعدة طرق وحسب اختصاصاتها ونوعها، فلا بد لها أن تدخل عبر الجهاز التنفسي عن طريق الانف إلى الرئيتين. ومن هنا يتضح أن الفيروسات لها تخصصات حسب الجهاز العضوي الذي يهاجمه، فالفيروسات المتخصصة في إصابة الجهاز التنفسي لا تستطيع مهاجمة الجهاز الهضمي مثلاً. وتبدأ الفيروسات بالدخول إلى الخلية الحية، ولكن الجسم من خلال الجهازالمناعي له المقاومة، ولكن عندما تموت الخلية فتتفجر ويخرج منها الحمض النووي والفيروسات.

أما الجهاز المناعي فانه يعمل على إيجاد الاجسام المضادة (خلال 14 يوم) والذي صنعها الجسم وتبدأ بالتهام الفيروسات والتقاطها. وإذا لم يتمكن من ذلك، فان أعراض المرض تبدأ في الانتشار، ويعتمد على نوعية وقدرات الجسم في المقاومة. وكلما كان الجسم شابا وغير متصل بأمراض فان المقاومة تكون أكبر. ولهذا يتطلب ترك مسافة مترين بحيث لا تنتقل الفيروسات من شخص إلى آخر.

ثم تحدث المحاضر عن بدايات اكتشاف فيروس (كوفيد 19) في أواخر عام 2019 بمدينة ووهان الصينية ومتابعة منظمة الصحة العالمية لتلك التطورات الناجمة عن هذا الفيروس، مؤكداً ان بعض وسائل التواصل الاجتماعي من خلال رسائلها الخاطئة نشرت العديد من الاشاعات التي عملت على انتشار الفيروس لنصبح اليوم نعيش في الكارثة. فأي موضوع يبدأ بمشكلة وينتقل إلى الأزمة ثم إلى الكارثة. واليوم فان هذه الكارثة سريعة ومدمرة وتتميز بالوفيات، وهناك خسائر متلاحقة تؤثر على الحياة الاجتماعية والاقتصادية وتسبب مشاكل كثيرة، موضحاً أن أية كارثة تمر بعدة مراحل تبدأ بمرحلة الميلاد (الانذار المبكر) وبروز كارثة وبائية، ثم مرحلة نمو الكارثة واتساعها، ثم مرحلة النضج، ثم مرحلة التقلص والانحسار، واخيرا مرحلة الاختفاء.

وقد رأنيا أن في مرحلة الميلاد، أن كل دولة عملت على تشكيل لجنة وطنية لإدارة هذا الأزمة، ومتابعة التطورات والترصد، واتخاذ الاجراءات الكفيلة لتقليل حالات الاصابة والوفيات، موضحاً أن إيجابيات كل مرحلة من تلك المراحل تهدف إلى الحفاظ على حياة الناس. ويعتقد المحاضر بأننا اليوم في مرحلة النضج، في الوقت الذي تأثرت فيه الكثير من الأمور وتراجعت كثيرا سواء في المجال الاقتصادي أوالمجتمعي أوالسياسي، وأصبحت بعض الدول تبدأ تتحدث اليوم عن مناعة القطيع أوالتعايش مع الفيروس.

وقال أنه بناء على نتائج هذه الجائحة فاننا نتساءل عن كيفية المواصلة مع المؤسسات التي كنا نتعامل معها سابقا سواء في التجمعات الأسرية والعمل، أوفي المؤسسات التعليمية والمساجد ودور العبادة، والتجمعات والاندية والصالات الرياضية، والمستشفيات والمراكز الصحية، ووسائل النقل والقطارات والباصات، والسفر والسياحة، الاحتفالات( الزفاف وغيرها) من الأمور الاخرى. وأكد أننا نحتاج إلى دراسة الحياة من جديد للتعايش مع هذه الحياة، لاننا نعتقد بأن هذا الفيروس يمكن أن يعود مرات أخرى. وعلى مؤسساتنا دراسة هذه الكوارث وتطويرها، وإعادة دراسة البنية التحتية وكذلك الاهتمام بالاعلام وتطويره للاستعداد لأي وباء قادم مع زيادة جرعات التدريب.

ثم فتح باب الحوار، مؤكدا على أهمية الاستمرار في عملية دراسة الاطفال بطريقتين وهي الدراسة العادية التي اعتادوا عليها، وكذلك الدراسة عن بعد، بحيث لا نهمل الجانبين، ونعيد ترتيب مناهجنا التعليمية وطريقة تدريسنا أيضا.

وحول سؤال آخر عن هذه الأزمات، قال الدكتور الخنجي، أن السلطنة لها تجربة خاصة في مواجهة الكوارث البيئية، وهي خبيرة في ذلك منذ تعرضها للانواء المناخية في عام 2007 (أزمة جونو)، وهذا ما يجب العمل به على مستوى جميع دول المجلس وفي جميع الأزمات. فنحن نكتشف كل يوم اموراً جديدة من الوباء الحالي وأصبحت ردودنا تختلف بين الفينة والأخرى.

وعن بعض الدول التي تمكنت من السيطرة على حالات الاصابة من كوفيد 19، قال هناك دول لديها أنظمة صحية ومخططات جيدة، فيما هناك دول لا تعلن عن خططها بصورة واضحة وانتشار المرض لديها، فيما هناك دول تحركت من أول يوم لمنع انتشار المرض بطرق عديدة. كما ان ثقافة بعض الشعوب ولدت مقاومة لدى الناس بسبب عاداتهم وتقاليدهم. وعلينا أن نوفر المعلومات الأساسية مع الخطط ليتمكن المواطن من الوصول إلى المكان الصحيح في حالات الأزمات. كما علينا التعايش مع المرض، لأن هذا الفيروس مخادع ويمكن أن يصيب 50 شخصا في وقت قصير،الأمر الذي يتطلب معرفة كيفية انتشار الفيروسات. كما من المهم التعامل مع الوسطية لأن هذه الكارثة لا تتطلب التهوين ولا التهويل، وأن يكون الاعلام شفافاً وموضوعياً في النقل، سواء عن الارقام أو كل ما يتعلق بالمرض وكيفية مكافحته، وأن تتزايد لقاءات الاعلاميين مع المتخصصين بحيث يعرف الناس ماذا يعني هذا “الفيروس”. فالسرعة مطلوبة في تقديم المعلومة، ولا بد من وجود “إعلام خاص” لإدارة الكوارث بحيث لا يعتمد كليا على الاعلام الرسمي، وأن يكون ضمن الفريق الوطني ليطلع الناس على جميع الامور وبذلك تزداد التوعية في مختلف الجوانب، مؤكداً على أهمية توافر إعلام خاص لهذه القضايا.