Image Not Found

أبواب زنجبار .. تحكي الوجود العماني بالجزيرة

Visits: 35

كتبت: وردة بنت حسن اللواتية – عُمان

عندما تتجول في مدينة ستون تاون في جزيرة زنجبار بتنزانيا، ستتخيل للحظات أنك موجود في إحدى الحارات العمانية، فالتشابه كبير في النمط المعمري للبيوت، والنقوش التي عليها، والسكك الضيقة، والدكاكين الصغيرة، وليس غريبا أيضا أن تجد أناس يرتدون الدشداشة العمانية أو كمة الرأس.

ومدينة ستون تاون يرجع تاريخ هندستها المعمارية في الغالب إلى القرن التاسع عشر، وقد بنيت بيوتها من الصخور المرجانية، وقد أدرجت المدينة في لائحة التراث العالمي في عام 2000.

ومن الأمور المميزة في ستون تاون هو الأبواب الرئيسية لبيوتها، فأبوابها عبارة عن تحفة فنية من النقوش الجميلة المحفورة على الخشب، فلا يخلو تقريبا أي بيت مهما كان حجمه من هذا الباب، كما تجد في بعض المحلات الخاصة بالسياح نماذج صغيرة تذكارية لهذه الأبواب.

وكما أخبرنا الدليل السياحي (أدي) فهذه الأبواب نوعين، النوع الأول يكون مستقيما من الأعلى (على شكل مستطيل) وهذه يطلق عليها اسم الأبواب العربية، أما النوع الآخر فيكون نصف دائري من الأعلى، وهذه تسمى الأبواب الهندية، حيث إن جزيرة زنجبار تميزت منذ القدم بوجود العمانيين والعرب فيها، إلى جانب وجود الهنود فيها وأيضا الفرس، وقد أثر هذا التنوع الثقافي كثيرا على ثقافة الجزيرة، ونجد مثلا هذا التأثير في اللغة السواحيلية والتي تتضمن كلمات عربية وهندية، وأيضا الطعام الذي يتضمنه المطبخ الزنجباري، وطريقة ليس الملابس.

وأغلب هذه الأبواب لونها بدرجات اللون البني المختلفة، ولكن بعضها لونها أزرق، وتتميز بنقوشها البديعة التي تتكون من أشكال مختلفة للزهور أو أشكال هندسية، أو نقوش لبعض الحيوانات كالطيور والفيل والنمر، وقد تكوم هناك آيات قرآنية على بعضها، وبالطبع فكلما زادت مكانة الشخصة الاجتماعية والاقتصادية، كانت النقوش أكثر على الباب.

وبعض هذه الأبواب يتم تزيينها أيضا بتشكيلات نحاسية. كما أن بعض الأبواب تعلوها آيات قرآنية أو اسم صاحب البيت أو شعار العائلة، فمثلا هناك شعار خاص للعائلة الحاكمة، وبالتالي الشخص الذي يريد مقابلة فرد من هذه العائلة أو يحمل رسالة إليه، لن يجد صعوبة في إيجاد البيت المطلوب.

وهذه الأبواب كما قال أدي المرشد السياحي صنعت من خشب (التيك) والذي يعد من أحد أجود وأقوى أنواع الخشب، لذا نجد هذه الأبواب ما زالت قائمة حتى في البيوت غير المرممة، رغم أنهيار أغلب أجزاء البيت القديم. كما أن طريقة بناء البيت كانت بأن يتم وضع الباب أولا، ثم يتم بناء الجدران حوله.