Image Not Found

ضمن فعاليات “الكتاب والأدباء” … محمد رضا يقدم نظرة واقعية للصحافة المحلية وتعاطيها مع الوباء

Visits: 19

عُمان – كتبت: شذى البلوشية

أقامت لجنة الدراسات والفكر بالجمعية العمانية للكتاب والأدباء، فعالية “صالون الأربعاء” حول “التعاطي الصحفي مع الأوبئة من وجهة نظر علم الأخلاق”، وذلك عبر البث المباشر، وتحليقا في فضاءات العالم الافتراضي، من خلال البث بقنوات الجمعية في تويتر ويوتيوب وبرنامج زوم.

واستضافت الجمعية للحديث حول الموضوع الباحث في الفلسفة والإعلامي محمد رضا اللواتي، متناولا في حديثه ثلاثة محاور متعلقة بموضوع المحاضرة، أولا مصطلح كل من الصحافة والوباء والأخلاق، ثانيا: من أين يستمد علم الأخلاق قيمته، وثالثا: التعامل الصحفي مع كوفيد ١٩ وفق ما جاء في علم الأخلاق.

بدأ حديث الإعلامي محمد رضا بتقديم المصطلح والتفسير الدقيق للصحافة، حيث قال: إن أغلب التعاريف لخصت في عبارة جامعة مهنة الصحافة على أنها مهنة نقل الخبر لأجل الناس سواء المصالح أو تكوين أو تكوين آرائهم تجاه الحالات وتفاعلهم بها، وهو ما ورد في الموسوعة العربية. وأضاف: أن بعض الدراسات تؤكد أن حرية التعبير تضيف أهمية لوجودها في العمل الصحفي، ولا يكتمل تعريف مصطلح الصحفي إلا بها.

وانتقل اللواتي بالحديث عن تعريف الوباء الذي هو انتشار سريع لمرض ما في بقعة جغرافية محددة، فيما عرّف الأخلاق على أنها مجموعة من القيم تدعو الإنسان لفعل الحسن وترك القبيح.
وتطرق اللواتي في حديثه إلى العلاقة الوثيقة التي تربط المصطلحات الثلاثة ببعضها، وقال: “إن مهنة الصحافة معنية بالأخلاق (الديونوتولوجيا) ولا يمكن أداؤها بالابتعاد عن علم الأخلاق.

وانتقل حديث محمد رضا إلى المحور الثاني لمحاضرته والذي جاءت فيه الإجابة على السؤال: من أين يستلهم علم الأخلاق قيمته؟ مسهبا في الحديث عن المدرسة النفعية، حيث تطرق إلى ما جاء في كتاب الفيلسوف البريطاني “راسل”، والذي يحمل عنوان “المحبة الإنسانية”، حيث يوضح الانتفاع من اتباع بعض السلوكيات الحسنة، كأن يكون مخلصا مثلا، وهو ما أكده راسل بقوله: “لجأ الإنسان إلى منح السلوك لضمان نفعه الشخصي”، بمعنى أن الممارسات الحسنة تعود بالنفع والمصلحة للشخص نفسه. وأضاف اللواتي في حديثه حول القيمة الأخلاقية التي هي نتاج رؤية نفعية، وقال: لا يمكن تفسير قيام مبدأ الصحافة من منظور أخلاقي نفعي، حيث أني في أحيان قد أتحدث من دون أي منفعة، فالصحف الآن لا تطبع ورقيا، وهناك تكلفة لوجودها في الفضاء الافتراضي، فالسؤال ما هي المنفعة؟ فإذا كان أساس الصحافة الآن يتهزز، والمهنة تتعرض للتحريف، لا سيما إذا كان الأساس في العمل الصحفي هو الإتكاء على النظرية النفعية، لذلك لابد للصحافة أن تقيم عملها على أساس النظرية المعنوية.

الصحف في العالم الافتراضي

وتحدث اللواتي في محور المحاضرة الثالث حول تعاطي الصحف المحلية والتي انتقلت إلى الفضاء الافتراضي، مع الجائحة، حيث قال: “من وجهة نظري أرى أن الوقائع اليومية قد نقلت بجهد وصدق وعمل ميداني، ويبدو لي أن الصحافة قد أدت عملها بشكل جيد جدا ونقلت الحدث بكل أخلاقية”.

وأضاف اللواتي: “ولكن في جانب تسليط الضوء على المعنيين بشكل مباشر بالجائحة، فإن الصحافة المحلية المكتوبة لم تؤد عملها بالشكل المتوقع، فعلى سبيل المثال العاملين في الشرطة وهم الواقفون لساعات تحت حرارة الشمس، متحدين الظروف والصعاب في تأمين عملية العبور بين المحافظات أو الولايات، فلم تقترب الصحافة بشكل مباشر مع دورهم وعملهم في ظل هذه الجائحة.

وعرج محمد رضا إلى التغطية الصحفية لعمل المستشفيات التي قال إنها ليست واضحة، بالإضافة إلى دور المستشفيات الخاصة في الجائحة أيضا غير واضح.
وتحدث حول جانب التوعية والتثقيف منوها إلى البعد الأخلاقي الواضح من خلال التوعية الإعلامية المكثفة لمجابهة الجائحة، وهذا هو الجانب الذي برزت فيه الصحافة المحلية.

وأضاف اللواتي: “أما ما يتعلق بقرارات اللجنة العليا، والتي تؤدي عملها بجهود واضحة دون شك، إلا أننا يجب ألا نغفل أن هناك قرارات لم تلاق استحسانا لدى المجتمع، على سبيل المثال عملية التدريج في الحظر، والتي لو كانت قد بدأت مبكرا بشكل كلّي لما تفاقم الحال، وهنا ما كان واجبا على الصحافة المحلية أن تتناوله من ردات فعل المجتمع وآراء أفراده تجاه القرارات”.
من جانب آخر قال محمد رضا: “الصحافة لابد أن تتناول الضرر الاقتصادي الذي تتسبب به الجائحة، وهناك أيضا ممارسة العمل عن بعد، وهل كانت المؤسسات والجهات المختلفة مستعدة لمثل هذا؟، والوقوف على المنافع والأضرار المترتبة على ذلك، إضافة إلى التعليم في ظل دخول البلاد العالم الافتراضي عنوة، فلابد للصحافة أن تقيّم الاشتغال في جانب التعليم عن بعد”.