Image Not Found

لبنان نحو خارطة طريق وحكومة إنقاذ

Visits: 6

علي حبيب – عالم الثقافة

لبنان المقاوم بالتأكيد ليس بالبلد الشحيح الموارد، فهو يملك موارد زراعية ضخمة، وسياحية تستقطب السياح من كل أنحاء العالم، وهو مركز تجاري مهم بالمنطقة، وموانى تصدير، وشعب شغفه الإنتاج، وجامعات عريقة يسجل بها الشباب من العالم العربي للدراسة، ومراكز دولية لعقد المؤتمرات.. إلخ، فهو إذن ليس بالبلد الفقير أبدا، فالله قد كفل له رزقه الوفير ..!

ولكن هناك نفوس شحت من نفوسهم القيم والمبادئ فنهبوا كل شئ:

نهب للأراضي بأنواعها التجاري و الصناعي والسياحي، إحتكار شديد لشركات الخدمات، كالكهرباء والإتصالات والماء والأغذية، والبنوك…الخ، وسرقات من المال العام، وما أكثرها تنشر بين الحين والأخر بفنون تكتيكات مالية وتبادل منافع فردية واحتكار وسن إجراءات لتسهيل الوصول لمنافعهم ..إلخ

هي عصابة تآلفت وتكالبت على قضم لبنان في كل موارده، ولم تبقِ إلا الهواء، ولو كان بيدهم لفرضوا عليه الأجرة والخلوات وعقدوا به الصفقات وقاموا بتعليبه و بيعه للناس ..!

هذا الوضع ليس الجديد، وفجأة ظهر على السطح، إنه عمل متقن وخياطة لعباءة التفقير القصري المبرمج ضد كل الوطن اللبناني، بتعاون داخلي فريد.هو نفسه الذي يحصل في دول كثيرة

ما هي الحلول والآفاق أمام هذه الشعب المتعمد قهره وتعتيره..؟

كخطوة جيده في المسار الصحيح، لقد أصبح له حكومة لم تتوفر له من قبل خلال الفترات السابقة، فهي فرصة تاريخية مرحلية، والأن جاء دورها لتكتب خطوط لبنان الجديد، فيجب: عليها شدة الهمة والتحلي بالشجاعة و عدم الرهبة من غول هؤلاء مهما قد كبر والعمل على فك خيوط تلك العباءة المتعفنة التي حيكت عبر العقود المنصرمة حول قدراته الوطن لينطلق برشاقة و عنفوان الإنجاز ..!

كما يجب على الحكومية الجديدة التي قد أثبتت جديتها خلال الفترة البسيطة الماضية بعض الخطوات الآتي:

الاتفاق مع الجيش لحمايتها وتسهيل دورها الإصلاحي (التنفيذي) وأكرر التنفيذي، من دون حدوث تعطيل من بعض الأحزاب الأفراد، الذين بالأصل هم من لعب دورآ أساسيآ بالتخطيط المتشابك في نسج تلك العباءة (المتعفنة) الاقتصادية والمالية و التشريعية لخنق لبنان الوطن وشعبه، كرمال عين العدو القابع على الحدود، ليس إلا. وأكتسبوا من وراء لعبهم (الدور التخريبي المعطل) كل هذه الأموال الطائلة بطرق عديدة، ورحلوها إلى بنوك الخارج، ولم تستغل في الداخل الوطني ..!

وهذا ليس لعدم توفر فرص للاستثمار الناجح، ليتم عقد اتفاقيات داخلية لتطوير الوطن ويكون جميع الأطراف رابحين ولا يوجد هناك خاسر، بل عن قصد و ترصد، كان هدفهم وما زال هو منع التقدم والنهوض للوطن طالما هو مقاوم، بل يجب شله و نقله إلى سرير الموت البطئ ..!

ومن الضروري استبدال وتغيير اللاعبين المعطلين لمسيرة الإصلاح بعيدآ عن التسييس البرلماني المعطل، فهنا حكومة تنفيذية قادرة، تفكر، وتخطط ، وتنفذ بعيدا عن المعطلين.

والموضوع سيحتاج إلى جرأة وإقدام وشجاعة وحسن تكتيك وإدارة، فالمصلحة العليا للبلد قد تعدت من سنين حاجز هؤلاء المعطلين، ولكنها تجمدت عن الفعل والتنفيذ للتغيير، وقد آن الأوان تجاهلهم حيث إن مصلحة الوطن فوقهم مهما كان شأنهم وترابط خيوطهم، فحين فسل أول خيط منهم سينهار جدار الوهم الذي شنقوا به اقتصاد الوطن.

تعطيل قانوني لأي أحزاب وتيارات أثبت أنها تقف خلف صناعة التفقير المتعمد، وذلك بتنفيذ تكتيك تجميده أولا، وإذا اقتضت الظروف فيتم حله نهائيآ، تلك البؤر التي ترعرعت وسمنت من فوق مائدة الطائف.

التأكيد على الاحتفاظ بقوة على معادلة الجيش والشعب والمقاومة كمعادلة ذهبية كدرع لا يقتصر على حماية الوطن فقط (بل ليتعداه إلى البناء لكل الوطن). وإعلان صريح بأن هذه الحكومة هي حكومة إنقاذ وطني وإنجاز، ومن يعطلها سيتعطل. والبدأ الفوري بتنفيذ أسس وأطر الاقتصاد المقاوم الممنهج الموجهة وتفعيله عمليآ المعتمد على همة الشباب وخبرات العقلاء وتفاني الأفراد المخلصين والمجموعات التي عرفها الشعب بأنها رمز للوفاء.

ما ذُكرا علاه خارطة طريق وخطوات رئيسة وجذرية يجب الأخذ بها لينهض هذا الوطن العزيز على قلوبنا.