Image Not Found

مجلس الخنجي يطرح قضية الذكاء الاصطناعي

Visits: 29

تغطية: حيدر بن عبدالرضا داوود

استضاف مجلس بيت الخنجي هذا الأسبوع الدكتور عبد الله دار الاستاذ السابق بجامعة السلطان قابوس، والاستاذ الحالي بجامعة تورنتو بكندا حاليا، حيث تناول الضيف موضوع الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية والأخلاق. وقد حضر الجلسة عدد كبير من الضيوف المهتمين من الجنسين لهذه القضايا.

وقال الدكتور بأنه عمل بجامعة السلطان قابوس لمدة 20 عاما، قبل أن ينتقل إلى كندا، مشيرا إلى أن الذكاء فطرة إنسانية طبيعية يدير بها الانسان حياته اليومية ويحل من خلالها مشاكله، في الوقت الذي لدينا أيضا (الذكاء الاصطناعي)، المعروف أيضًا باسم ذكاء الآلة أو الكمبيوتر، والأنظمة المرتبطة بهذا القطاع الهام منذ أكثر من خمسة عقود. وقد شهدت تضخما في أعمالها وما يرتبط بالذكاء الصناعي من خلال وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الاتصالات الذكية وبرامجها.

وأستعرض الدكتور فيلماً تحدث فيه عن أنظمة الذكاء الاصطناعي وبعض وظائف الذكاء البشري مثل الفهم والتعلم وحل المشكلات، مشيراً إلى حدوث تضخم حقيقي لهذه الأنظمة في السنوات الخمس الماضية أو نحو ذلك، وأصبحت الآن منتشرة في كل مكان في العديد من مجالات المجتمع الحديث. وأوضح إن أنظمة الذكاء الاصطناعي ليست مألوفة بالنسبة لمعظم الناس، على الرغم من حقيقة أننا نستخدمها كل يوم من خلال عمليات البحث من Google، كما أن معظمنا لا يفهم ماهية هذه التقنيات وما وراءها.

ويرى الدكتور أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تنتشر بسرعة في مجال الرعاية الصحية. وهناك العديد من الشركات الناشئة التي يتم تشكيلها لمعالجة مختلف تلك الجوانب، موضحا أن هذه الأنظمة تقوم بتحويلها للتنبؤ والوقاية والتشخيص والإدارة والتكهن، في الوقت الذي يتم فيه تجميع البيانات التي يمكن استخدامها لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي على أداء وقوة ودقة أكبر.
وأوضح أنه مع القوة والانتشار السريع لهذه النظم والتقنيات ذات الصلة، فإننا نرى قضايا أخلاقية خطيرة تحدث في المجتمعات يجب فهمها ومعالجتها بسرعة، مشيراً إلى أن واحدة من هذه القضايا هي جمع كميات هائلة من البيانات المطلوبة لإدخالها في أنظمة الذكاء الاصطناعي للتدريب على مهام محددة. وأضاف أنه في الوقت الحالي يتم عادة الاحتفاظ بمعظم هذه البيانات من قبل الشركات الكبيرة مثل Google و Amazonو FacebookوMicrosoft و Appleوما إلى ذلك.

وفيما يتعلق بالتاريخ، فانه عادةً ما تكون هذه الشركات وغيرها معتمًا وغير شفافة في التصرف في هذه المعلومات، باعتبار أن الأنظمة التنظيمية لم تتطور بما يكفي لمواكبة تلك التقنيات، الأمر الذي يؤدي إلى تركز السلطة في أيدي بعض الشركات الغنية التي لا ترى بالضرورة أن عليها واجبات تجاه أفراد المجتمع الذين أرسلوا تلك البيانات إليهم، عن قصد أو بغير علم.

واستعرض الدكتور العناصر المهمة للذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها، لا سيما في مجال الرعاية الصحية. كما طرح المخاوف الاجتماعية والأخلاقية بهذا الصدد، بما في ذلك مخاوف بعض الخبراء من أن بعض المنظمات في العالم قد تدمر المجتمعات والدول. كما قدم بعض التوصيات حول أفضل السبل لاستخدام هذه الأنظمة القوية، وتجنب الأضرار المحتملة، وجعلها تعمل لصالح البشرية.

وقال بأن أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تساعد في عمليات اتخاذ القرار في بعض القضايا منها الأمور المتعلقة بالجزاءات، وفي عمليات التوظيف من خلال معرفة المعلومات عن الاشخاص، وفي عمليات التعليم والبرامج التعيلمية. كما تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في مجال الدفاع والتسليح والصحة البشرية لمعرفة معاناة البشر والمرضى وقضاياهم والحصول على الأجوبة، بحيث يتمكن الناس والمهتمين من إعادة كتابة تلك المعلومات واستخدامها، والاستفادة منها، والعمل على كيفية مراقبة العمليات والالتزام بالامور. واليوم فان معظم استخدامات الذكاء الاصطناعي إيجابية في حياة الناس، وما نحصل عليها من المعلومات أحيانا أحسن مما يملكها ويعطيها البشر.

وأكد الدكتور عبدالله دار أن هذه المعلومات من الذكاء الاصطناعي تدخل في تصميم وإنتاج واستخدام الادوية التي تساعد المرضى، وكذلك في الحصول على العلاج السريع والناجع، مطالبا بالعمل على كيفية جمع هذه المعلومات لإنشاء مؤسسة جديدة في السلطنة مهمتها الذكاء الاصطناعي، ووضع الانظمة لها واستخداماتها للحصول على التحاليل والنتائج، وهي متوفرة في المواقع المعروفة مثل الجوجل، وغيرها. وقال بأن هناك مؤسسات تحصل على هذه المعلومات وتقع في يدها، وهي تقوم بالاستفادة منها في الاعمال التجارية وبيعها، وهذا يعتبر تحدياً اخلاقياً كبيراً للبشر، لأن الناس لا يعلمون أين تذهب تلك المعلومات. ومن خلال تلك المعلومات يمكن للبعض أن يدين نفسه في القضايا، لأن المؤسسات تقوم بتحليلها ونشرها. وهذه المعلومات تستخدم اليوم في الاماكن العامة لمتابعة الاجرام وحياة الناس اليومية، بحيث أن بعض هذه المعلومات تعمل على بقاء الناس وموتهم، والذي لا يعرف عنها عامة الناس. كما يمكن من خلالها العمل بأنظمة الحوكمة.

وأكد أن الكثير من البشر والمسؤولين والقيادات لا يعلمون عن الذكاء الاصطناعي، فيما تعمل مؤسسات أخرى بتلك الانظمة في القضايا الصحية العالمية، الأمر الذي يتطلب من الدولة دعم بحوث الذكاء الاصطناعي وتأسيس مشروع في هذا المجال، بحيث يمكن للجهات المعنية في السلطنة (الاتصالات) تنظيم هذه المشاريع، لأنه مجال فني، فيما نعلم أن جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله أكد في خطابه الاخير على أهمية البحث العلمي، الأمر الذي يتطلب دعم هذه المشاريع والمساهمة في التطوير والاستخدام. وأكد أنه من الضروري إيجاد أنظمة لتأسيس هذه المشاريع بحيث لا نستمر في إستيراد التكنولوجيا لعقود مقبلة، خاصة وأن هناك بعض الدول تعمل على تخصيص موازنات مالية متسقلة لأقامة تلك المشاريع.

وقد أجاب الدكتور على العديد من الاسئلة التي وردت في هذا الشأن مؤكدا على أهمية دفع الشباب نحو العمل في هذه القضايا والاتجاه نحو التطوير، وإعطاء الفرصة للجميع للتحدث والابداع وعدم استخدام الشدة والرفض والتهديد بحيث نتمكن من إيجاد مجتمع عادل يتسم بالاعتدال والتطوير والتقدم.