Image Not Found

صناعة “البشوت” تتحول إلى الأرجنتين

Visits: 2

حيدر بن عبدالرضا اللواتي – الرؤية
[email protected]

في ليلة وضحاها تحوَّل موضوع “البشت” العربي إلى حديث كل بيت في الأرجنتين، بعدما شاهد العالم هذا الرداء العربي الذي قام سُّمو الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر الشقيقة بتسليمه ووضعه على اللاعب الأرجنتيني “ميسى” بعد فوز منتخبه على المنتخب الفرنسي في المباراة الختامية لكأس العالم 2022 بقطر.

فخلال أيام نجحت هذه الخطوة في نقل جزء من الثقافة العربية وإدخالها إلى الأرجنتين التي تبتعد عن المنطقة آلاف الكيلومترات؛ بل تنتقل إلى معظم أرجاء وأدغال أمريكا الجنوبية التي نجهل عن دولهم وشعوبهم الكثير، كما يجهل هؤلاء عن ثقافتنا وحضارتنا التي وصلت إليهم قليلًا عبر أبناء الشام من سوريا ولبنان وفلسطين وغيرها من الدول العربية الأخرى قبل أكثر من مئتي عام. إلا أن الخطوة الأخيرة لقطر قلّبت مفاهيم هذا اللباس الذي تراه الدول الغربية أنه جزء من الإرهاب على حد وصفهم، فيما أصبح العالم يراه اليوم جزءاً من الحضارة العربية التي تدعو إلى السلام والوئام والمحبة، كما يُعرَف عنه الوجاهة خاصة في المناسبات الرسمية.

موضوع لبس اللاعب الأرجنتيني “ميسي” للبشت وحركته بعد استلام الكأس من الشيخ تميم بين لاعبي منتخبه، أثار ضجة كبيرة في بعض الأوساط العالمية وخاصة الغربية والبريطانية والأمريكية التي اعتادت أن تنتقد أي أمر جميل حققته دولة قطر، منذ أن فازت بتنظيم مونديال كأس العالم 2022 بالدوحة قبل 12 عامًا مضى. ولا نريد أن نشير هنا إلى تلك الحملات الإعلامية والسياسية المغرضة والعنصرية البغيضة التي مُورست ضد هذه الدولة الخليجية التي أبهرت العالم في عملية التنظيم والاستقبال والاستضافة وتوفير الأمن والأمان، بجانب ما تمتع به شعبها من ترحيب بالقادمين بكل مودة وحب تجاههم، ناهيك عن إعجاب الشعوب القادمة من الشرق والغرب بما حققته قطر في ظرف سنين قليلة من تجهيز تلك الملاعب الخيالية والبنية التحتية التي حققتها والتي أبهرت العالم أجمع.

ومن هنا كان التركيز والنقد على دولة قطر من قبل بعض الأوروبيين والغربيبن وحديثهم العنصري عن قرار تنظيم الكأس بالدوحة، ومحاربتهم لأي عمل حضاري قامت به أثناء المونديال وخاصة الخطوة الحضارية التي قام بها الشيخ تميم من خلال إلباس “البشت” للاعب ميسي وكأنه ارتكب جريمة أو معصية لا قدر الله، دون أن يدرك هؤلاء الجهلة أن ما قام به يدخل في صميم تقاليد العرب والمسلمين تجاه احترام الضيف وتقديره.

لقد قرأنا التعليقات السيئة التي كتبها بعض النقاد الرياضيين الأوروبيين حول “البشت”، على أنها غطت القميص الرياضي للاعب الأرجنتيني، وأساءت إلى منظر الفريق، وأنها أثرت على فرحة المنتخب الأرجنتيني، دون أن يدرك هؤلاء أن هذه القطعة من القماش سوف تحتل مكانة بارزة في قلوب اللاعبين الأرجنتينيين وكل الذين حضروا الحفل الختامي باعتبارها أمرًا جديدًا في حياتهم لا سابق له، فيما نعتبرها نحن كعرب خطوة حضارية وجزءًا من ثقافتنا اليومية التي ستترك آثارًا إيجابية على شعوب العالم خلال السنوات؛ بل العقود المقبلة.

وأتوقع أن موضوع البشت سوف ينتقل من القضايا الرياضية المثارة التي أفرزتها كأس العالم إلى الواقع التجاري والصناعي على المستوى العالمي، خاصة وأن كبرى الصالات والمراكز التجارية بدأت تتزين محلاتها في الأرجنتين وغيرها من الدول الأخرى من أجل بيع البشوت وبألوان مختلفة ليقتنيها الرجل والمرأة والطفل في آن واحد، ولا نستبعد أن تبدأ صناعة البشوت في الأرجنتيين إن لم تسبقها الصين وهي الدولة المعروفة عنها في مختلف مواكبة الصناعات نتيجة لوجود العديد من الخامات لديها لابتكار أية سلعة من الإبرة للصاروخ. كما لا أستبعد أن تتأثر صناعة البشوت في بعض الدول العربية التي تختص بها في حال انتقالها إلى الصين أو الدول الأخرى؛ حيث ستصبح بعيدة عن الأيدي العربية التي تمارس هذه الصناعة منذ قرون خلت.

لقد تم اختيار هدية “البشت” للاعب الأرجنتيني ميسي بكل عناية وذوق وجودة، مثلما حصل في اختيار وبناء مجسمات الملاعب الرياضية الحديثة والجميلة التي ما زالت الصحافة العالمية تتحدث عنها، وهذه القصص ستبقى شاهدة وحاضرة في المونديالات القادمة، فيما سيبقى اسما الشيخ تميم و”الشيخ ميسي” يرنان في أسماع وأذهان كل شخص يتحدث عن مونديال قطر عام 2022 وبكل فخر.